قدمت الحكومة القبرصية احتجاجاً رسمياً إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أمس على قرار النظام التركي فتح جزء من منتجع فاروشا بمدينة فاماغوستا فى الشطر الذي تحتله تركيا من شمال قبرص وإعادة توطينه مؤكدة أن هذه الخطوة تظهر نية أنقرة المبيتة للاستيلاء على المدينة.
ويحتل الجيش التركي الشطر الشمالي من قبرص منذ عام 1974 حين غزا شمال الجزيرة وأقام “جمهورية شمال قبرص” التي لا تعترف بها إلا أنقرة وبقيت منطقة فاروشا مقفرة ومحاطة بأسلاك شائكة منذ ذلك الوقت غير أن قوات النظام التركي أعادت فتحها جزئيا في تشرين الأول الماضي ما أثار انتقادات دولية.
ونقلت وكالة “فرانس برس”عن الحكومة القبرصية قولها في بيان:إنها ستطلع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي على هذا الانتهاك الواضح لقرارات المجلس التي تنص على تحريم فرض أي تغيير في وضع فاروشا وتدعو إلى إعادتها لسكانها الاصليين.
وكان زعيم القبارصة الأتراك ايرسين تاتار أعلن أمس عن إعادة فتح جزئي لفاروشا من أجل “احتمال إعادة توطينها”.
وأكد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس أن هذه الخطوة “غير قانونية وغير مقبولة” وقال: “أريد أن أبعث بأقوى رسالة إلى أردوغان ووكلائه المحليين بأنه لن يتم قبول الإجراءات والمطالب غير المقبولة لتركيا”، مضيفاً: “إذا كان هم تركيا الحقيقي هو رد الممتلكات لأصحابها القانونيين.. كان يجب عليها تبني قرارات الأمم المتحدة وتسليم المدينة إلى الأمم المتحدة والسماح لهم بالعودة في ظروف آمنة”.
بدورها أدانت وزارة الخارجية اليونانية هذه الخطوة “بأشد العبارات”،بينما قالت بريطانيا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي.. إنها “تشعر بقلق عميق” وستناقش هذه القضية على وجه السرعة مع أعضاء المجلس الآخرين.
وقال متحدث باسم الوزارة: إن “بريطانيا تدعو جميع الأطراف إلى عدم اتخاذ أي إجراءات تقوض عملية التسوية القبرصية أو تزيد التوتر في الجزيرة”.
كما شدد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل في تغريدة على تويتر على أن “القرار الأحادي الذي أعلنه أردوغان وزعيم القبارصة الأتراك يخاطر بإثارة توترات في الجزيرة وتقويض العودة إلى المحادثات بشأن التوصل لتسوية شاملة للقضية القبرصية”، مضيفاً: إن الاتحاد الأوروبي لا يزال ملتزماً بالكامل بالهدف النهائي للتسوية الشاملة والمتمثل بإعادة توحيد شطري جزيرة قبرص كما يدعم انخراط مجلس الأمن في هذه القضية ومبيناً أن قبرص عضو في الاتحاد الأوروبي أما تركيا فلا.
كما انتقدت الولايات المتحدة القرار التركي وقالت.. إنها “تعتبر تصرفات القبارصة الأتراك في فاروشا بدعم من أنقرة غير مقبولة ولا تتفق والتعهدات التي أطلقوها سابقا للانخراط في محادثات التسوية بشكل بناء”.
ودعا وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن أنقرة إلى الرجوع عن هذا القرار.
وتدعو قرارات الأمم المتحدة إلى تسليم منتجع فاروشا لإدارة الأمم المتحدة والسماح للناس بالعودة إلى ديارهم.