أدرك جيل الشباب المكون في أغلبيته من طلاب الجامعات الذين يحق لهم وفق الدستور التصويت في صناديق الاقتراع، منعكسات الحرب على سورية، لأنهم عاشوها على مدى عشر سنوات بتفاصيلها الدقيقة، ورأوا بأم أعينهم الإرهاب الذي طال الجامعات ومعظم مؤسسات الوطن، ونالهم من قذائف الحقد وهم على مقاعد الدراسة وفي ساحات المدن الجامعية وغيرها، فكانوا مدركين بشكل كبير لحجم المؤامرة على البلد، وواعين بأن الوطن بحاجة إلى الوعي والصمود بالعلم والمعرفة بالتعاون مع رجال الجيش العربي السوري، فاستمروا بالالتزام بمتابعة التعليم، ولم تتوقف العملية التعليمية طوال السنوات العشر نتيجة وعيهم وإدراكهم للحرب التكفيرية التي كانت تهدف لإغلاق دور العلم والمعرفة التي تفضح وتعرّي الإرهاب التكفيري الدخيل على الوطن.
المهندس عمر جباعي – عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية رئيس مكتب الثقافة والإعلام لخّص معاني ودلالات مشاركة الطلبة في الانتخابات الرئاسية ودورهم في مسيرة البناء والعطاء، ومشاركتهم الواسعة في عام 2021 مقارنة بعام 2014 خلال حديثه لموقع جريدة «تشرين» بقوله:
إن صمود هذا الجيل في جامعاتنا ومعاهدنا وجامعاتنا الخاصة كان رداً ورسالة قوية من خلال أداء الوطن في دحر قوى البغي والعدوان، وقدم الطلبة في الداخل والخارج آلاف المبادرات ضد أشكال التكفير والإرهاب دعماً لأبطال الجيش العربي السوري، وجرحاه وذوي شهدائنا الأبرار.
ولاحظنا تفوق العديد من طلبتنا في الخارج سواء الموفدين أم غيرهم على أقرانهم من البلدان التي توجهوا إليها، كما تفوقوا في الأولمبياد العلمي العالمي بحصدهم العديد من الجوائز في كل عام رغم ظروف الحرب على سورية.
وأضاف جباعي: هذه هي موروثات النجاح والصمود والذكاء والإصرار والإرادة والعزيمة، وقبل كل شي الإرادة لدى السوري الشاب الذي يملك الخبرة والتكوين المعرفي، ويريد أن يقول للعالم أجمع إننا صامدون في مقاعد العلم والمعرفة، ولذلك كانت مشاركة الشباب من جيل الطلبة هي الأوسع والأكبر بالقياس لانتخابات 2014 لأن هذا الجيل أدرك بعد هذه السنوات أهمية صموده في مقاعد الدراسة وواجبه في المشاركة بالعرس الانتخابي، لرد الجميل للسيد الرئيس بشار الأسد الذي خصنا طوال تلك السنوات بعشرات المراسيم كمرسوم الاستيعاب الجامعي، ومستنفدي فرص الرسوب، الذي أعاد 45 ألف طالب إلى مقاعد الدراسة، وقبله المرسوم الشامل الذي أعاد 125 ألف طالب إلى مقاعد الدراسة، وكذلك مرسوم الإحداثات لجامعتي حماة وطرطوس وآخرها افتتاح المشفى الجامعي الضخم في جامعة البعث.
وأيضاً قانون مصرف التسليف الطلابي الذي شكل نقلة نوعية لدعم الانتصار من خلال منح مبالغ مالية على شكل قروض تتوافق مع المصاريف الحالية، حيث حدد القرض الشهري بمبلغ 40 ألف ليرة، يسدده الطالب بعد التخرج بسنتين، وهو مكرمة من السيد الرئيس بشار الأسد، إذ تم قبول جميع الطلبات المقدمة للحصول على القرض الشهري أو السنوي، وقد وزعت 5 مليارات ليرة على الطلبة المستفيدين.
وبيّن جباعي أهمية وفاء الطلبة الذين يبادلون الوفاء بالوفاء لسيد الوطن، لأنه خصهم خلال السنوات الـ20 السابقة بالعديد من المراسيم، ورغم الإرهاب على سورية كان هناك تفكير بالعلم والمعرفة والإيفاد للهند وإيران وهنغاريا، وتم إيفاد آلاف الطلبة ليعودوا محملين بالعلم والمعرفة دعماً للمنظومة التعليمية في الوطن.
في كل عام يتم تخريج آلاف الشهادات الجامعية ورسائل الماجستير والدكتوراه وكلها إصرار على المزيد من العلم والمعرفة لدحر الإرهاب والمساعدة في إعادة الوطن وبنائه وإعماره.
كما ترك العديد من الطلبة مقاعد الدراسة أو بعد تخرجهم، والتحقوا بصفوف الجيش العربي السوري أو القوات الرديفة، دفاعاً عن تراب الوطن الغالي، وكان العديد منهم في أماكن متقدمة في جبهات قتال التنظيمات الإرهابية.
وتلك رسائل تعبر بشكل كبير عن صمود جيل الشباب ومشاركته في الدفاع عن الوطن ومحاربة الإرهاب التكفيري الظلامي، كما لاحظنا الحماس الكبير لديهم في الانتخابات الرئاسية من خلال مبادراتهم النوعية في الجامعات والمعاهد سواء الحكومية أم الخاصة وكذلك الفروع الخارجية، وكيف نقلت وسائل الإعلام المختلفة الرسائل الطلابية التي قدموها في الداخل والخارج عن رغبتهم في المشاركة بالعرس الانتخابي، انطلاقاً من كونه تتويجاً للانتصار على أعداء الوطن والإرهاب والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية.
وشرح جباعي أداء الطلبة في يوم الاستحقاق كيف كان الطلبة السوريون في مدينة سيدني في أستراليا وكذلك في هافانا بكوبا مع جاليتنا وسفاراتنا في حالة استنفار كامل وإقامة المهرجانات والمشاركة الواسعة في الانتخابات، وكان لطلبتنا دور كبير في تنظيم العملية الانتخابية وتوجيه الناس لأماكن الصناديق الانتخابية ومساعدة المسنين للوصول إلى صناديق الاقتراع.
وقد عمد طلابنا في ألمانيا إلى إنشاء صندوق افتراضي للانتخابات بعد أن منعت الخارجية الألمانية إجراء الانتخابات على أراضيها، فكانت الرسالة المدوية من طلبتنا بالتوجه للصندوق الانتخابي الافتراضي للتعبير عن قرار الشعب السوري في انتخاب السيد الرئيس بشار الأسد لأنه يمثلنا في المرحلة القادمة، وهو الذي صمد مع شعبه واستمر مع جيشه في التصدي للإرهاب وكسر الحصار، والوقوف إلى جانبه في جبهات القتال.
وختم رئيس مكتب الثقافة والإعلام: كانت رسالة الطلبة الذين توجهوا من الصباح الباكر إلى صناديق الاقتراع قوية وعفوية في التأكيد على الصمود، ولسان حالهم يقول: كما صمدنا في مقاعد الدراسة فإننا صامدون بقرارنا السياسي والسيادي المستقل، ولن تتمكن أي قوة في العالم من أن تمنعنا من التوجه إلى صناديق الاقتراع، وإقامة المبادرات النوعية التي شهدت حشوداً طلابية كبيرة منظمة، ونفتخر نحن الطلبة من واقع تراكم الخبرة القيادية والتنظيمية على مدى سنوات عديدة بأننا في المقدمة، فتنوعت النشاطات الفنية والندوات واللقاءات والتجمعات الجماهيرية إلى حملات التبرع بالدم وزيارة ذوي الشهداء والجرحى وأبطال الجيش العربي السوري الذين هم الشركاء الحقيقيون في النصر الذي توج بانتخاب السيد الرئيس بشار الأسد.
رسائل الطلبة كانت واضحة وعالية، مؤكدة أن جيل الشباب هم المستقبل، الذين يعول عليهم الكثير في الفترة المقبلة في مرحلة إعادة الإعمار، فمنهم الأطباء والمهندسون والفنيون والمختصون في جميع المجالات العلمية والفكرية والأدبية.