بيّنت د. أشواق عباس “جامعة دمشق” أن أداء القسم الدستوري حدثٌ استثنائيٌ ينتظره السوريون باعتباره اللحظة التاريخية التي تتوج صمودهم واستقلال وسيادة قرارهم السوري بعد سنوات من حرب عدوانية عليهم صمدوا فيها، وما زالوا ، في وجه كل المحاولات العدوانية والإرهابية التي حاولت تدمير دولتهم وسلبهم سيادتهم واستقلال قرارهم السياسي.. صمود كان عنوانه الأبرز أن السوريين هم أصحاب الحق وحدهم يقررون مصيرهم ويختارون رئيسهم.
فأداء القسم هو الحدث الدستوري الذي يتوج سيادة السوريين وإرادتهم وثقتهم بالرئيس الذي اختاروه ومنحوه ثقتهم عبر أصواتهم في صناديق الاقتراع وآمنوا بأنه الجدير بإدارة وقيادة شؤونهم للخروج من الحرب التي فرضتها القوى العدوانية، ولمواجهة الحصار غير الشرعي وغير الأخلاقي الذي تفرضه قوى العدوان على السوريين لإجبارهم على تغيير إرادتهم وإرضاخهم لسياساتها الإرهابية.
ينتظر السوريون أداء القسم لأنه يشكل بالنسبة لهم مرحلة جديدة، مليئة بالأمل بأن القادم لسورية أفضل من السابق، فالعناوين العريضة التي سيحتويها خطاب القسم ستشكل بالنسبة للسوريين خطة العمل لسورية المستقبل، الخطة التي سيطرحها السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه ستعكس بالنسبة للسوريين الملامح الكبرى لما سيجري العمل عليه، والحلول التي سيتم التركيز عليها، والسياسة العامة للبلاد خلال الولاية الدستورية الجديدة والممتدة لسبع سنوات.
إن أكثر الأمور التي شكلت نقطة بارزة خلال الاستحقاق الرئاسي هو التفاعل الكبير والمساهمة البارزة من قبل شريحة الشباب، قياساً باستحقاقات رئاسية سابقة، فالشباب السوري يعقد الأمل بشكل كبير على المستقبل، وبات يبدي ميلاً كبيراً للمشاركة في الحياة العامة والاستحقاقات الكبرى، هي إرادة تعكس رسالة مفادها أن سورية ولّادة للشباب الكفؤ، الواعي المستعد للمساهمة بإعادة الإعمار، وببناء الوطن بعد حرب على سورية كان من ضمن أهدافها تفريغ هذا الوطن من شبابه، يسجل الشباب السوري اليوم موقفاً تاريخياً، فمساهمته الكبيرة في الاستحقاق الرئاسي هي رسالة واضحة بأن سورية ستبنى بسواعد أبنائها الشباب الذين كما كانوا سباقين إلى العمل التطوعي والأهلي خلال الحرب لمساعدة بلدهم لمواجهتها، هم كذلك سباقون للمشاركة في كل الاستحقاقات التي تكرس سيادة وطنهم واستقلاله.
أنظار السوريين تتوجه إلى يوم أداء القسم، تكريساً لنضال خاضوه في وجه الحرب والعدوان والإرهاب وتعزيزاً لسيادتهم واستقلالهم وإيماناً بأن الغد سيكون أفضل بإرادة شعب اختار رئيسه، ومؤمن بدوره في إعمار بلده وصيانة حريته.
بدوره د. محمد العكام أستاذ في كلية الحقوق جامعة دمشق قال: الدستور السوري شأنه شأن الدساتير الأخرى فقد نصّ على أن رئيس الجمهورية قبل أن يمارس مهامه أن يقسم القسم الدستوري، أي إنه شرط ممارسة الرئيس المنتخب لمهامه المنصوص عليها في الدستور والقيام بالقسم الدستوري أمام أعضاء مجلس الشعب هذا له جانبان : الأول- أن الجهة التي لها مهمة رقابة السلطة التشريعية التي يرأسها رئيس الجمهورية هي السلطة التشريعية وهذا فيه تعزيز لعمل السلطة التشريعية.
الجانب الثاني: رئيس الجمهورية يجب أن يعمل وفقاً لما أقسم عليه أمام ممثلي الشعب، وكأنه يقسم هذا القسم أمام الشعب، فالقسم الدستوري شرط لممارسة المهام وصورة من صور الرقابة التشريعية التي تمارسها السلطة التشريعية على أعمال السلطة التنفيذية.
وفيما يتعلق بازدياد نسبة مساهمة جيل الشباب في العملية الانتخابية بنسبة 25% بيّن د. العكام: أن جزءاً من الجيل الذي كان مشغولاً بمحاربة الإرهاب تعززت مشاركته السياسية بعد أن قام بمهامه، وبالتالي أتيحت له الفرصة أكثر بأن يمارس هذا الواجب الدستوري، والجانب الآخر لأن الجزء الذي تسيطر عليه الدولة هو أكبر من الجزء الذي كانت تسيطر عليه الدولة في انتخابات 2014 هذا يعني لو أتيح لكل الشباب السوري أن يمارس هذا الواجب الدستوري لكانت النسبة أعلى.
الشباب السوري عدّ هذه الانتخابات تحدياً ورسالة للعالم أن قيادة الرئيس بشار الأسد هي التي ستعيد سورية والمهجرين والاقتصاد السوري لأفضل ما كان عليه في السابق.
قد يعجبك ايضا