“باب الهوى” باب إنساني أم منفذ إرهابي؟

تتغافل وسائل الإعلام الغربية عن الكثير من الحقائق المهمة التي تتعلق بالمعابر الحدودية السورية، وكثيراً ما تقوم بتشويه مهامها، فحين رفضت روسيا ودول أخرى في مجلس الأمن الدولي تمديد دخول “المساعدات الإنسانية” عبر معبر باب الهوى، كان ذلك لأسباب وجيهة.

هذا ما يوضحه مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” معدداً الأسباب التي تمنع تجديد معبر باب الهوى كمعبر” إنساني” لإيصال المساعدات إلى محتاجيها:

أولاً: إن هذه المساعدات التي تمر عبر ” معبر باب الهوى”  تدعم النسخة الإرهابية الموجودة في سورية من تنظيم “القاعدة” المسماة بـ “هيئة تحرير الشام”, هؤلاء الأجانب والمتطرفون المتشددون الذين غزوا إدلب من تركيا إضافة إلى أولئك المسلحين الهاربين من بقية المناطق التي حررها الجيش العربي السوري.

وتابع المقال: تسيطر “هيئة تحرير الشام” على هذه المنطقة على الجانب السوري من المعبر, وحتى في حال تفتيش الأمم المتحدة لجميع الشاحنات المتجهة إلى محافظة إدلب في شمال غرب سورية،  فإن حمولة الشاحنات تخضع في النهاية لسيطرة مسلحي “الهيئة”.

ثانياً: وصول هذه المساعدات إلى المسلحين يساعد بشكل كبير على  تقسيم سورية. إذ يسعى المسلحون الذين يسيطرون على المنطقة للانفصال بشكل دائم عن سورية  وتتريك المنطقة من خلال مناهج التعليم، والترويج للغة التركية وحتى باستخدام العملة التركية.

وأكد المقال: تنتهك هذه المساعدات ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على أن جميع الدول الأعضاء يجب أن تمتنع عن تهديد السلامة الإقليمية لدولة عضو أخرى. وفي الواقع فإن تركيا والولايات المتحدة الأمريكية هما أكبر المنتهكين, إذ تحتل قواتهما العسكرية بشكل غير قانوني الأراضي السورية، ومن العار أن تكون الأمم المتحدة متواطئة من خلال السماح لها بتقديم المساعدة للمنطقة الانفصالية التي يسيطر عليها تنظيم “القاعدة”.

ثالثاً: تساعد هذه المساعدات المقدمة على إطالة أمد الأزمة في سورية بدلاً من المساعدة في إنهائها. إذ  وعلى ما يبدو أنه وبعد الفشل في محاولة “إسقاط”  الدولة السورية عسكرياً، تستخدم القوى الغربية الآن وسائل أخرى لمهاجمة دمشق وهي الاستمرار في التدخل في الشؤون الداخلية لسورية ومعاقبتها  اقتصادياً بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

ورأى المقال أن  المساعدات” الإنسانية “للمنطقة التي يسيطر عليها  الإرهابيون  تهدف لصرف الانتباه عن الألم والضرر والدمار الذي تسببت فيه العقوبات الأمريكية والأوروبية على معظم السوريين. إذ كان لعقوبات “قيصر” ، التي فرضتها الولايات المتحدة وسط جائحة كورونا تأثير رهيب من خلال حظر البنك المركزي السوري وجعل التجارة مع سورية شبه مستحيلة.

ناهيك عن قيام الولايات المتحدة بالسرقة العلنية للنفط والقمح من شرق سورية وتخريبها للشبكة الكهربائية من خلال حظر قطع الغيار أو الهندسة أو البناء لإصلاح أو إعادة بناء محطات الطاقة, إذ تحظر عقوبات “قيصر” دعم أي شيء متعلق بالحكومة السورية بما في ذلك المدارس والمستشفيات.

رابعاً: إن هذه المساعدات الغربية عبر معبر باب الهوى تمييزية وتؤدي إلى تقسيم البلاد. حيث يتم رشوة المدنيين في هذه المنطقة وأغلبهم من عوائل المسلحين للعيش هناك من خلال المدفوعات النقدية والإغاثات الشهرية, بينما تحرم الأغلبية الساحقة من السوريين الذين يعيشون في باقي المدن السورية من هذه المساعدات في ظل وطأة الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تتخذها الولايات المتحدة.

وأوضح المقال: المساعدات الإنسانية هي تجارة كبيرة ويتم استثمارها سياسياً، فهناك العديد من المنظمات غير الحكومية الغربية التي تبكي” باب الهوى” وقد جمعت لجنة الإنقاذ الدولية ملايين الدولارات التي كان ينبغي أن تذهب لمساعدة جميع السوريين ولكنها لم تفعل.

وختم المقال مؤكداً: يجب توزيع المساعدات على المدنيين في سورية بشكل عادل ومتناسب ويكون ذلك من خلال المراقبة أو الإشراف من قبل وكالة دولية محترمة مثل الهلال الأحمر أو الصليب الأحمر تماشياً مع ميثاق الأمم المتحدة، وعلى الدول الغربية احترام الاستقلال السياسي لسورية ووقف تدخلهم المستمر وجهودهم الرامية إلى “إسقاط” الدولة السورية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار