عودة كاذبة لعلاقات لم تنقطع!

كل الأوقات والأزمنة صالحة للعلاقات التركية- الإسرائيلية، المتجذّرة والعميقة، وكل كلام ماعدا ذلك يعد كاذباً يدخل في سياق النفاق التركي وحتى التضليل من باب المتاجرة الأردوغانية في القضية الفلسطينية، بل نلاحظ أن تلك العلاقات تتعمّق أكثر في ظل حصار غزة وقصفها وانتهاك المقدسات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم.

من المثير للسخرية أن يقول مسؤول في الحكومة التركية إن الوقت قد حان لإعادة العلاقات بين بلاده و”إسرائيل”!، بينما لم نذكر أن الحكومة التركية قطعت علاقاتها يوماً مع كيان الاحتلال، أو طالبت بفرض عقوبات على “قادته” رداً على الجرائم اليومية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وإن كان هناك توترات بين الجانبين فهي سطحية لا قيمة لها في الواقع.

يُكشف النفاق التركي من خلال التصريحات والتحركات في سياق العلاقة مع كيان الاحتلال، أحدثها أمس، إذ شدّد رئيس النظام التركي رجب أردوغان في اتصال هاتفي مع رئيس كيان الاحتلال ” إسحاق هرتسوغ” “أهمية الحفاظ على الاتصالات والحوار”، وهو الذي أعلن سابقاً برغبته في تحسين العلاقات مع “إسرائيل”.

تؤكد البيانات الرسمية الصادرة عن معهد الإحصاء التركي (TUIK) وجمعية المصدرين الأتراك والبنك المركزي (CBRT) أن العلاقات الاقتصادية وحجم التبادل التجاري بين تركيا و”إسرائيل” لم ينقطعا، بل على العكس ، ويقابله أيضاً تصاعد في حجم الاستثمارات المباشرة المتبادلة بين البلدين.

في عام 2020 صدّرت تركيا 4.7 مليارات دولار إلى “إسرائيل”، في حين بلغت واردات تركيا من “إسرائيل” 1.5 مليار دولار، وفي الأشهر الأربعة الأولى من عام 2021 ارتفعت صادرات تركيا إلى “إسرائيل” إلى مليار و851 مليون دولار، بزيادة قدرها 35 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

في الفترة ما بين 2011 إلى 2013، والتي أطلق عليها أردوغان “سنوات القطيعة” مع “إسرائيل”، سجل حجم التبادل التجاري بين أنقرة و”تل أبيب” ٤.٨ مليارات دولار، ٢.٣ مليار دولار صادرات تركية إلى “إسرائيل”، و٢.٥ مليار دولار صادرات إسرائيلية إلى تركيا.

وبعد مرور ثلاثة أشهر فقط من عام ٢٠١٤، باتت تركيا سادس أكبر شريك تجاري لـ”إسرائيل” بـ٥.٣ مليارات دولار.

عندما وصل حزب “العدالة والتنمية” إلى السلطة عام 2002 كانت صادرات تركيا إلى “إسرائيل” عند مستوى 850 مليون دولار سنوياً.. زاد الرقم 4.5 مرات في 18 عاماً.

بناء عليه، فالعلاقات التركية- الإسرائيلية في أوجها، لم تتعثر قط، ولم تتأثر يوماً بالجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار