بهدف تخفيف معاناة سكان الحسكة من انقطاع مياه الشرب من محطة مياه عللوك مصدر المياه لمليون إنسان في منطقة الحسكة وضواحيها وناحية تل تمر وقراها، والتي أقدم المحتل التركي ومرتزقته على إيقافها إيقافاً تاماً، مستخدماً سلاح تعطيش السكان المدنيين الآمنين في الصراعات السياسية والعسكرية.
وبدأت الجهات المعنية في المحافظة بالتعاون مع عدد من المؤسسات الحكومية الخدمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بتزويد سكان مدينة الحسكة والأحياء التابعة لها بمياه الشرب عبر الصهاريج واصلة إلى منازلهم.
وفي هذه المرحلة ستقوم الصهاريج بتزويد السكان بالمياه بتعبئة «البيدونات» العائدة لهم لفترة قصيرة جداً، ومن ثم تم التوجيه بقيام الصهاريج بتعبئة خزانات السكان بعد استكمال الإجراءات اللوجستية والمتمثلة بزيادة عدد الصهاريج من جهة وتزويدها بخراطيم طويلة تصل إلى الخزانات المركبة على أسطح البيانات من جهة ثانية، وهذا أفضل ويلبي مطالب السكان ويخفف معاناتهم بنقل الماء (بالبيدونات)، هذا ما ذكره محافظ الحسكة غسان خليل لـ« تشرين» أثناء إشرافه على مبادرة تسيير قافلة صهاريج المياه لتأمين مياه الشرب لأهالي مدينة الحسكة موضحاً أن المبادرة مكونة من ١٩ صهريجاً في هذه المرحلة وستضاف إليها صهاريج أخرى من خلال انضمام عدد من الجمعيات الخيرية والهيئات الروحية إلى هذه المبادرة التي يتم إطلاقها بالتوازي مع استمرار الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية في المحافظة وعلى أعلى المستويات لحل أزمة مياه الشرب التي تعصف بمليون إنسان من سكان المحافظة بتصرف أرعن من قبل المحتل التركي ومرتزقته الذي لم يعرف المبادئ الإنسانية طريقاً إلى قاموسه، إلى جانب عدم احترامه لجميع الاتفاقات التي تم إبرامها معه برعاية الأصدقاء الروس حول تشغيل وإدارة محطة مياه عللوك ونقض هذه الاتفاقات، مقدماً دليلاً جديداً على أن هذا المحتل لا يحترم كلمته ويضرب بالعهود والمواثيق الدولية وشرعية حقوق الإنسان عرض الحائط في تحدٍ صارخ للمجتمع الدولي، الذي نستغرب منه هذا الصمت على هذه الجريمة النكراء التي يقترفها المحتل التركي ومرتزقته نهاراً وجهاراً بمنتهى الصلافة والوقاحة غير المسبوقة.
وقال خليل: بالتوازي مع الجهود المبذولة لإيجاد حل جذري شامل لأزمة مياه الشرب هذه، نقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لإدارة الأزمة بنجاح والتخفيف من حدتها وتأثيرها السلبي على السكان إلى أقصى درجة ممكنة، وضمن هذا التوجه يأتي تسيير قافلة الصهاريج التي لن تستمر بشكل يومي فحسب وإنما سيتم تطويرها إلى ما يلبي طموحات السكان من خلال زيادة عدد الصهاريج إلى أقصى عدد ممكن.
من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري علي منصور لـ(تشرين) أن المنظمة وبالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر كان لها النصيب والدور الأكبر في قافلة الصهاريج التي تم تسييرها ، فقد بلغ عدد الصهاريج التي سيرتها إدارة المياه والبناء في فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة ضمن المبادرة 14 صهريجاً من أصل 19، محملة بكمية 1500 م مكعب من المياه النقية الصالحة للشرب ذات الجودة العالية، والتي يتم تأمينها من الآبار الموجودة في موقع نفاشة، والمراقبة صحياً بدقة وصرامة شديدتين وبشكل دوري ومن خلال عدة نقاط مراقبة.
وبَـيّـن منصور أنه تم تقسيم كمية المياه التي تحملها صهاريج الهلال إلى عدة أقسام القسم الأول مخصص لتعبئة خزانات المياه المركزية، التي سبق أن قامت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بتركيبها في شوارع المدينة بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة العمل ضد الجوع (AAH) والبالغ عددها 244 خزاناً سعة 25 برميلاً. إضافة إلى الخزانات التي تم تركيبها في المدارس بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر سعة كل منها 2 م3، والتي كان لها دور بارز وهام في تخفيف معاناة السكان من أزمة مياه الشرب من خلال قيامهم بالحصول على حاجتهم من المياه من هذه الخزانات التي يتم تعبئتها مرتين في اليوم، أما القسم الآخر من المياه الموجودة في الصهاريج فسيتم تعبئته للسكان واصلاً لمنازلهم بشكل مباشر، ولاسيما القاطنين في المناطق والشوارع التي لا يوجد فيها خزانات مياه مركزية، والتي تقوم المنظمة حالياً باتخاذ الإجراءات اللازمة لزيادة عددها وتركيب المزيد منها في الأماكن المحتاجة من المدينة والأحياء بهدف تأمين مياه الشرب لأكبر عدد من السكان، لتخفيف معاناتهم من مياه الشرب والعمل على إيصالها لكل التجمعات السكانية، من خلال تأمين بدائل ثابتة تُلبي الاحتياجات الطارئة من هذه المياه لسكان المدينة وأحيائهان مؤكداً أن المياه التي تنقل عبر الصهاريج موثوقة وتتم مراقبتها وفحصها وتحليلها بشكل دائم بالتعاون مع مؤسسة المياه ومديرية الصحة وكل الجهات ذات العلاقة.
وأوضح منصور أن فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة قام في شهر نيسان الماضي بمضاعفة كمية مياه الشرب التي يتم تزويد الخزانات المركزية بها يومياً في مدينة الحسكة لتصبح 1300 م3 بدلاً من 650 م3، كما وجهنا متطوعي فرع الهلال الأحمر العربي السوري بالاستنفار على مدار الساعة من أجل تقديم كل المساعدات لأهالي الحسكة وعدم توفير أي جهد لإيصال مياه الشرب لهم، في ظل ارتفاع درجات الحرارة في هذه الفترة وانتشار فيروس كورونا، مبيناً أن الحق في المياه هو حق من حقوق الإنسان المشروعة الذي نصت عليه كل العهود والمواثيق الدولية وشرعية حقوق الإنسان، وهو شرط مسبق لتطبيق حقوق الإنسان الأخرى، هذا الحق الذي يـُلـزِم قوات الاحتلال التركي ومرتزقته المسيطرة على محطة مياه عللوك في منطقة رأس العين المحتلة بضمان وصول كميات كافية من الماء المأمون والمقبول إلى السكان المستفيدين من مياه هذه المحطة.