يعيش تنظيم “الإخوان المسلمين” في ليبيا، حالة من القلق والترقب لما ستؤول اليه الأمور في البلاد في الفترة المقبلة. بل يتخوفون ويعدون للمواجهة إذا ما أفضت التوافقات ومسار الحل إلى شخصيات ليبية تحظى بالموافقة الشعبية وستعمل على اجتثاث كل المتسببين بدمار وخراب ليبيا.
يدرك “الإخوان” أن الشعب الليبي لن يقبل بمرشحين معروفين أنهم تابعين لهم، وعليه من المتوقع أن يلجؤوا إلى إعلان رفضهم والعمل لإجهاض مساعي أي طرف من الترشح للانتخابات، ويوظفون في نفس الوقت شعارات المصالحة والأخوة ومواجهة “تيار الديكتاتورية “حسب زعمهم، حتى يصلوا إلى السلطة.
لهذه الأسباب يسعى تنظيم الإخوان الإرهابي لمحاولة إبقاء التأزم في ليبيا على حاله بالتلويح بـ”صندوق الذخيرة”، أو ما يُسمى بـ”الأصول التركية” لبعض الليبيين.
ليس هذا فحسب بل يسعى أيضاً لإفشال مؤتمر “برلين 2” ولم يجف حبر توصياته بعد، حيث أوصى بطرد المرتزقة وخروج القوات الأجنبية، وأنحى باللائمة أساساً على النظام التركي راعي الإرهاب والخراب في ليبيا، كما أوصى المؤتمر بتفكيك الميليشيات والاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في كانون الأول المقبل.
وبناء على ذلك هدد رئيس المجلس الأعلى للدولة، الموالي لأردوغان وتنظيم الإخوان، خالد المشري باللجوء للقوة حال أتت الانتخابات بمن يرفضه التنظيم.
وفي حديث له عبر تطبيق “كلوب هاوس” قال المشري صراحة إن “تياره” لن يقبل نتائج الانتخابات في حال جاءت بالقائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر رئيساً للبلاد، قائلاً: “سنمنع حدوث ذلك بالقوة”.
وزعم المشري أن هناك مليون ليبي من أصل 7 ملايين هم من أصول عثمانية، من دون أن يقدم دليلاً على ذلك، لكنه اعتبر الأمر سبباً في استعانة حكومة السراج السابقة عام 2019، بالجيش التركي.
ويرى مراقبون أن حديث المشري كشف حقيقة نيات “الإخوان” وزيف ادعاءات التنظيم الذي ينتمي إليه بدعم المسار الديمقراطي والترحيب بالانتخابات واحترام قرار الشعب الليبي، ما أوقع كثيرين في شباكهم، حتى صاروا أنصاراً لخطابهم.
وقال محلون ليبيون إن كلام الإخواني المشري يعبر عن قناعة التنظيم بأكمله، الذي يجير في كل مرة المنخرطين في الميليشيات لصالح أجنداته وأهدافه، من دون أن يطول الضرر إخوانياً واحداً.
كما حذرت أوساط ليبية من هذا الخطاب المتطرف، في حين تعلم غالبية الأوساط الدولية أن الجميع يستعد للحرب التي قد تقع بدافع عرقلة إجراء الانتخابات أو لأجل الدفاع عن الشرعية وتمكين الرئيس الجديد لأنه هناك طرفاً سيرفض التسليم والاعتراف بنتائجها إن كانت على غير هواه وطموحاته”.
وبالتزامن، تستمر الشخصيات التابعة للإخوان، رغم توليها مناصب رسمية رفيعة، في حملتها ضد الجيش الليبي وقائده.