مهدي دخل الله: مصير سورية بأيد أمينة

قال الدّكتور مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي- رئيس مكتب الثّقافة والإعلام والإعداد: إنّ سورية أفشلت الهدف الأساس من الحرب عليها, وحررت مساحات كبيرة ومهمة إستراتيجياً من الأرض السّورية، كما فرضت مبدأ وحدة الأرض السّورية وسيادتها في الوثائق الدّولية وحماية الدّولة وتقويتها داخلياً بشكلٍ بنيوي, وعززت تماسك المجتمع، وحوّلت الحرب علينا إلى ذات مضامين دولية، كما أسهمت في إعادة دور روسيا كقوّة دولية، وإعادة دور الصّين وإخراجها من الانعزالية السّياسية وضرب المقاطعة السّياسية والاقتصادية نسبياً، وخلق صراع المتناقضات، مضيفاً: السّيد الرّئيس بشار الأسد قال (نحن ننتصر عندما نحرر آخر شبر من أراضينا..) إذاً المعركة مستمرة، ولم نُهزم وعدم الانهزام هو انتصار في حدّ ذاته.
الاتّحاد السّوفييتي خسر عشرين مليون شهيد، وثلاثة ملايين ماتوا من الجوع، وملايين عاشت على أكل العشب، لكنّهم انتصروا في النهاية.. لذلك فإن أعداءنا لم يحققوا هدفهم الأساس في السّيطرة على سورية، وإخضاعها ولن يحققوه أبداً .
المقاومة الشعبية
وفي حوار مفتوح أقيم في فرع دمشق لاتّحاد الكتّاب العرب، وبالسّؤال عن المقاومة الشّعبية ودورها في المحافظات السّورية خلال الحرب، أجاب دخل الله: في الحرب على سورية كان الدّور الأوّل والأساس للجيش العربي السّوري، لأنّه ولأوّل مرة في التّاريخ المعاصر ينتصر جيش نظامي في حرب العصابات، ففي أمريكا وفرنسا انهار الجيش في حروب كهذه، وجيشنا أول جيش يكون فيه شهداء من رتبة مقدم وما فوق، وهذه ميزة سورية أدهشت الدّول بمن فيهم الحلفاء، وهذا فخر لشعبنا، لذلك الحالة القتالية لدينا ممتازة، وإلّا لما صمدنا حتى هذا الوقت، وهذا يعني أنّنا نتقدّم ولا نتراجع، أمّا بالنسبة للمقاومة الشّعبية؛ فهي حقّ مشروع في أي منطقة محتلة، أنا زرت الحسكة أكثر من مرّة ورأيت نضال البعثيين وغيرهم أيضاً، وعرفت أنّ الكثير منهم في معتقلات ميليشيا (قسد)، التي أحرقت بيوتهم، لأنّهم لم يرضخوا لمشيئتهم،.. توجد مقاومة شعبية لكن نتمنى أن تكون أفضل.
كما تحدّث دخل الله عن النّقابات ودورها، مؤكّداً أنّه لا أحد يمنع النقابات من أخذ دورها كاملاً بل على العكس، أنا أقول دائماً للنقابات يهمّني خطكم الوطني فقط.
وبين دخل الله الفرق بين السياسي والمثقف، بالقول: المثقّف يعمل في واقع افتراضي والسّياسي يعمل في واقع حقيقي، ويجب أن يتحمّل كلّ منهما الآخر وعليهما فهم بعضهما والتّعايش لا التّحارب والتّناقض.

بالسّؤال عن الوضع الدّاخلي بيّن دخل الله أنّ ما يسمى “قانون قيصر” ليس مثل الحصار، إنّه “نوعي” ودليل على أنّ السّوريين انتصروا، فهو خزي لأمريكا لأنّها تتعدى على سيادة الدّول، أي شركة من أي دولة صديقة لأمريكا تعاقب في حال أرسلت مواد إلى سورية، مثلاً هناك ثلاث بواخر قمح كانت معبأة في رومانيا ووجهتها سورية وأفرغت فوراً, إذاً ممنوع على أي باخرة تحمل قمحاً أو نفطاً أن تمرّ من قناة السويس، هل تعلمون أنّ الباخرة الرّوسية أو الإيرانية التي تأتينا يكون معها مرافقة من فرقاطات روسية؟.. وعندما اعتدى علينا الأمريكيون عبر قصف مطار الشعيرات تحرّك الأسطول الرّوسي على شواطئ فنلندا إلى مضيق جبل طارق، ومن ثمّ إلى طرطوس، لأنّ تركيا رفضت أن يعبر البوسفور والدّردنيل، ليس هذا فقط، بل إن الأسطول وصل إلينا من دون أن يسمح له بالتوّقف في أي بلد أوروبي من أجل التّزوّد بالماء أو الطّعام وفق الاتفاق الذي يسود البحار.. هكذا تُحارب سورية لأنّهم لا يريدون أن تكون في المنطقة دولة ذات سيادة، أو دولة رفضت الاقتراض من صندوق النّقد الدّولي كي لا يسيطروا عليها.. أقول لكم: إنّ مصير سورية بأيدٍ أمينة.
وفي «جردة حساب» كما سماها، بيّن دخل الله أن ما حققه الأعداء أنهم تسببوا في دمار هائل للبنى التّحتية وعدد كبير من الضّحايا وتوقيف عجلة النّمو وإعادتها إلى الوراء وتشريد الملايين من السّوريين وتجويع الشّعب السّوري ومحاولة “شيطنة سورية” عند الرّأي السّياسي العام، إضافةً إلى احتلال أجزاء كبيرة من الأرض السّورية، كما تسببوا في تحريض بعض الدّول العربية على محاربتنا.
وبالسّؤال عن القضية الفلسطينية، أجاب دخل الله: روسيا قالت في اتفاقية صفقة القرن “إنّ المعيار هو القانون الدّولي أي دولة فلسطينية على حدود الـ67” وعلى الأقل هذا هو موقفنا السّياسي المعلن.. نحن ندعم الشّعب الفلسطيني كلّه، والسّيد حسن نصر الله قال في أحد خطاباته: إنّ غزة انتصرت في عام 2009 ليس فقط بالصّواريخ السّورية بل بالطّعام السّوري..
وختم الدّكتور مهدي دخل الله بالقول: الرّجل الذي لم يغلق الطريق أمام بيته عندما كان الإرهابيون على محيط دمشق، وكان يقطع ساحة المالكي إلى مكتبه سيراً، وكلنا نسير إلى جانب بيته، هو رئيس لا يخاف من شعبه كما كانوا يروجون أو حاولوا الترويج له، السيد الرئيس كان في دوما يوم تحريرها ويوم الاستحقاق الرّئاسي، وفي السّوق الذي أقيم في حديقة تشرين كانت الناس تذهل من رؤيته بينهم، من عاش في دول عربية غير سورية يدرك تماماً ماذا يحدث حين يمرّ الرّئيس بعد موكب كبير من السّيارات الوهمية.

ت: صالح علوان

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
في ذكرى تأسيس وزارة الثقافة الـ 66.. انطلاق أيام الثقافة السورية "الثقافة رسالة حياة" على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا