تتزايد أعداد الدول الرافضة لاستخدام أراضيها من القوات الأمريكية لتهديد أمن الدول وجيرانها والإساءة للعلاقات بين الدول، بعد التجربة المريرة التي عاشتها الدول حينما سمحت لأمريكا باستباحة سيادتها خاصة بعد أحداث أيلول الشهيرة ، إذ أعلنت باكستان أنها لن تسمح للولايات المتحدة الأمريكية باستخدام أراضيها كقواعد لتنفيذ مهمات لمكافحة “الإرهاب” في أفغانستان.
ونقل موقع “أكسيوس”، عن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، قوله: إن بلاده لن تسمح للمخابرات الأمريكية (سي آي إيه) باستخدام أراضيها كقواعد لتنفيذ عمليات في أفغانستان، بعد انسحاب الجيش الأمريكي منها في أيلول المقبل.
ووفقاً للموقع، فإن الإدارة الأمريكية ستواجه مشكلة كبيرة لأنها تريد الحفاظ على قدرتها في جمع المعلومات عن الجماعات الإرهابية داخل أفغانستان، خصوصاً أن هذه المنطقة تقع في نطاق النفوذ الروسي.
ويرى المراقبون للوضع عن كثب أن موافقة خان على وجود المخابرات والقوات الأمريكية في بلاده بمثابة “انتحار سياسي بالنسبة له”، وفقاً للموقع.
ونقلت “سبوتنيك” عن الموقع أنه في وقت سابق من الشهر الجاري، كشف مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أنه أجرى “مناقشات بناءة” مع باكستان لضمان عدم قدرة الجماعات الإرهابية على مهاجمة الولايات المتحدة انطلاقاً من أفغانستان، مشيراً إلى أن لدى الأمريكيين أمل في التوصل إلى اتفاق سري مع الأجهزة العسكرية والاستخباراتية القوية في باكستان.
وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، قد أعلن أن الجماعات الإرهابية في أفغانستان، مثل تنظيم “القاعدة” الإرهابي، قد تمثل تهديداً لأراضي الولايات المتحدة وحلفائها خلال عامين.
وفي سياق متصل ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن الولايات المتحدة بدأت في خفض وجودها العسكري في منطقة الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بارزين في الإدارة قولهم: إن إدارة بايدن تعمد على تقليص عدد الأنظمة الأمريكية المضادة للصواريخ في منطقة الشرق الأوسط، بهدف إعادة تنظيم وجودها العسكري حول العالم.
وبدأت الولايات المتحدة، بعد 20 عاماً، سحب قواتها المتبقية من أفغانستان وعددها 2500، وتستهدف الانسحاب تماماً بحلول 11 أيلول 2021.
ويعتزم نحو 7 آلاف من القوات غير الأمريكية، وتتألف في معظمها من دول حلف شمال الأطلسي، إلى جانب قوات من أستراليا ونيوزيلندا وجورجيا، المغادرة بحلول الموعد نفسه.