يبدو أن التنافس داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي بين الأحزاب على كسب ود المتطرفين سيقود إلى تصعيد جديد قد يعم كامل الأراضي الفلسطينية، فقد تتحول المسيرة الصهيونية إلى شرارة تفجر الأوضاع في فلسطين، إذ تنطلق اليوم ما يسمى”مسيرة الأعلام” الإسرائيلية في القدس المحتلة، للقوميين اليهود المتطرفين، في خطوة من شأنها تأجيج الصدام مع الفلسطينيين.
وحول مخطط هذه المسيرة، ستسير مجموعات يمينية متطرفة في البلدة القديمة المسورة في القدس الشرقية وحولها، في حين لا تزال التوترات شديدة في تلك المنطقة منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة الذي استمر 11 يوماً.
وجرى تحويل مسار المسيرة الأصلية يوم العاشر من أيار الماضي في اللحظات الأخيرة، بعدما أدى التوتر في القدس إلى إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ باتجاه المدينة المقدسة، وشنّت “إسرائيل” عدواناً على غزة.
وكان ما يسمى”وزير الأمن” الداخلي الإسرائيلي الجديد عومير بارليف، اجتمع مع قائد الشرطة الإسرائيلية وغيره من مسؤولي “الأمن”، وأقرّ المسيرة، مؤكداً أن الشرطة مستعدة بشكل جيد، وفق بيان تداولته وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وتمثل المسيرة تحدياً فورياً للحكومة الإسرائيلية الجديدة بزعامة “نفتالي بينيت”، التي وافق عليها الكنيست الأحد الماضي، بتأييد 60 صوتاً ومعارضة 59.
ومن شأن تغيير مسار المسيرة أو إلغائها أن يعرض الحكومة الإسرائيلية لاتهامات من رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، وقبيل المسيرة، قرّر الجيش الإسرائيلي نشر بطاريات القبّة الحديدية.
وبسبب التخوف من ردود الفعل تجاه هذه المسيرة، حظرت السفارة الأمريكية في القدس على الموظفين الأمريكيين وأفراد عائلاتهم الدخول إلى البلدة القديمة في القدس الشرقية، اليوم.
إلى ذلك، ونقلاً عن وكالة “معا” الفلسطينية، أشار موقع “واللا” العبري إلى أن سكان مستوطنات غلاف غزة عبروا عن خشيتهم من الانجرار لموجة تصعيد جديدة يدفعون من خلالها الثمن.
وتساءل بعض السكان، أليس من الأفضل البحث عن بدائل لهذه المسيرة لأننا سنتحمل النتائج وندفع الثمن؟.
وفي السياق، احتفل عدد من المستوطنين الإسرائيليين، في البلدة القديمة بالقدس الشرقية، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وشهد المسجد الأقصى، اقتحامات من مستوطنين إسرائيليين، بينهم عضو الليكود المتعصب، المدعو “يهودا غليك”.
وعشية المسيرة، اعتبرت المقاومة الفلسطينية أن “مسيرة الأعلام” الإسرائيلية، تعتبر صاعق انفجار لمعركة جديدة للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، داعية إلى النفير العام.