بين إغلاق مكب البصة والانتقال لمطمر قاسية.. هل تصدق «الخدمات الفنية» هذه المرة؟
تعيد محافظة اللاذقية إنتاج وعودها فيما يتعلق بإغلاق مكب البصة والانتقال إلى مطمر قاسية، لكن هذه المرة من دون تحديد مدة زمنية تؤخذ على مديرية الخدمات الفنية في حال لم يتم الالتزام بالمدة المحددة للانتقال إلى مطمر قاسية الذي كان يجب بدء العمل به منذ مطلع أيلول الماضي، حسب وعود «الخدمات الفنية».
فعلى إيقاع عودة فصل الصيف عادت معاناة أهالي مدينة اللاذقية من انبعاث الروائح الكريهة من مكب البصة الذي يعد بحكم السنين الطويلة هو التحدي البيئي الأكثر خطورة في المحافظة، إذ اشتكى عدد من الأهالي لـ«تشرين» من تأخر إغلاق المكب برغم الوعود المتكررة للخدمات الفنية, والتي كان آخرها الانتقال لمطمر قاسية في أيلول الماضي.
وأضاف الأهالي: الروائح الكريهة المنبعثة من المكب على مدار الساعة تزكم الأنوف، وتشكل خطراً على صحتنا كما تشكل خطراً بيئياً على المدينة برمتها، وتابعوا: منذ عام ونحن نسمع وعوداً مكرورة بأنه سيتم إغلاق المكب لكن لا شيء تحقق على أرض الواقع, بدوره، قال مدير الخدمات الفنية المهندس محمد علي لـ«تشرين»: بعد تقرير جامعة تشرين الذي أكد أن أرضية مطمر قاسية كتيمة, ولن تشكل خطر التلوث على الينابيع الجوفية، وتصديق هذا التقرير من قبل الشركة العامة للدراسات الهندسية، نقوم حالياً باستكمال الأعمال الأخيرة بمطمر قاسية من خلال الاستمرار بمد شبكة أنابيب تصريف العصارة في أرضية الخلية وأنابيب تصريف الغاز، إضافة إلى تسوية أرضية الخلية ومنحها الميول اللازمة النهائية.
ومن دون أن يحدد مدة زمنية للانتهاء من الأعمال، أكد علي أنهم ينجزون أعمالهم بالسرعة المطلوبة، ومسؤوليتهم اليوم، حسب تعبيره، الانتقال إلى مطمر قاسية قبل نهاية العام الحالي، وإغلاق مكب البصة بشكل كامل.
الوعود المتكررة لـ«الخدمات الفنية» وعدم الإيفاء بها، جعلت أهالي مدينة اللاذقية يمرون على أخبار مكب البصة ومطمر القاسية مرور الكرام من دون أن يسألوا أو يتفحصوا في تفاصيل التصريحات أو الأخبار المتداولة، وهم في موقفهم هذا ليسوا حياديين أو غير متضررين من مكب البصة, ولكنهم سئموا كثرة الوعود التي لم تفضِ إلى نتيجة إغلاق مكب البصة الذي لا يزال قائماً ويتمدد بفعل أكوام القمامة.
في آب الماضي أعلنت مديرية الخدمات الفنية أنه خلال مدة أقصاها شهر سيتم إغلاق مكب البصة والانتقال إلى مطمر قاسية، وذلك بعد الانتهاء من تجهيز الخلية الأولى وتعبيد الطريق الواصل إلى المطمر، إلا أن الشهر انقضى وبقي الحال على ما هو عليه، لأن قبل نهاية آب بحوالي ٢٠ يوماً ورد إلى مديرية الخدمات الفنية كتاب من وزارة الإدارة المحلية والبيئة لإعادة تقييم دراسة أرضية الخلية المعدة للطمر، وعليه قامت مديرية الخدمات الفنية بالتواصل مع جامعة تشرين لإعادة تقييم الدراسة التي كانت أعدتها سابقاً والتأكد من أن أرضية المطمر كتيمة ولن تشكل خطر التلوث على الينابيع الجوفية، وخاصة أن المطمر سيتم العمل فيه لأكثر من ٧٠ عاماً
وفي تشرين الأول من العام الماضي كان قد صرح مدير الخدمات الفنية السابق المهندس وائل الجردي بأن الخلية الأولى لمطمر قاسية ستكون في الخدمة مطلع العام المقبل، بالتوازي مع معالجة مكب البصة الذي سيغلق بشكل كامل مع إعادة تأهيل المنطقة ووضع مطمر قاسية بالخدمة.