انتهاء ترميم صروح أثرية مهمة في درعا
أنهت دائرة آثار درعا أعمال الترميم الإسعافي الطارئ لعدد من المعالم الأثرية المهمة في المحافظة، وذلك بهدف الحفاظ عليها من الانهيار بعد أن كانت قد تعرضت خلال السنوات السابقة لأضرار وتعديات بالحفر والتنقيب السري بحثاً عن كنوز ودفائن من قبل منقبين غير شرعيين هدفهم المتاجرة بها وتهريبها إلى خارج الحدود غير آبهين بمدى قيمتها التراثية والحضارية.
وذكر رئيس دائرة آثار درعا الدكتور محمد خير نصر الله أن لجاناً مختصة تقوم حالياً بالاستلام الأولي للأعمال المنفذة في المواقع الأثرية التي تم استهدافها بالترميم الإسعافي الطارئ للحفاظ عليها من التداعي والانهيار نظراً لأهميتها الأثرية والتراثية، مبيناً أن أول تلك المشاريع هو ترميم قلعة المزيريب في مرحلته الأولى بقيمة 66 مليون ليرة، وهي قلعة تراثية مؤلفة من عدة أبراج واسطبلات يزيد عمرها على 500 عام، وكانت تستخدم في بعض الفترات الزمنية مركزاً لتجمع الحجيج، والمشكلة أنها خلال سنوات الحرب على سورية تعرضت لأضرار متفاوتة بالحفر والتنقيب من منقبين غير شرعيين بحثاً عن لقى وكنوز ظناً منهم بوجودها، إضافةً إلى فك ونهب بعض حجارتها المنحوتة بعناية لاستخدامها في غايات أخرى، وهذا ما جعلها في وضع غير آمن لذلك جاء العمل على تدعيمها وترميمها إسعافياً لمنع انهيار بعض أجزائها، لافتاً إلى أن الدائرة اتخذت خطوة مهمة في عام 2012 عندما قامت باستملاك العقارات المحيطة بالقلعة للتمكن من القيام بأعمال الترميم والمساهمة بإظهار جمالية القلعة.
وأشار رئيس الدائرة إلى أن الهدف الثاني كان استكمال تدعيم وترميم قصر زين العابدين في مدينة إنخل، هذا الصرح المعماري الفاخر الذي يعود للفترة الرومانية ويتكون من عدة قاعات مبنية بالحجر البازلتي المنحوت وفيه عناصر معمارية فائقة الدقة وتميزها زخارف بجمالية رائعة جداً، وهو بالرغم من العوامل الجوية والتعديات التي طالته مع مرور الزمن بقي محافظاً على حالته الأصلية حتى يومنا هذا.
ونظراً لأن معبد المتاعية لا يقلّ أهمية عن الموقعين السابقين جاء ترميمه الإسعافي أيضاً للحفاظ عليه من الانهيار بعد تعرضه لأضرار كما غيره من المعالم الأثرية في المحافظة، حيث ذكر رئيس الدائرة أنه من الأوابد المعمارية المهمة ويعود حسب المؤرخين إما للفترة النبطية أو الفترة الرومانية، وهو مكون من طابقين وتميزه واجهة من الحجر البازلتي ويتوسط مجموعة من المباني الأثرية والتقليدية وبعض الكنائس الحجرية ضمن بلدة المتاعية القديمة، وهو لا يزال أيضاً محافظاً على وضعه الأصلي بالرغم من التعديات التي طالته، وقد بلغت قيمة الترميم للمشروعين الثاني والثالث 40 مليون ليرة، علماً أن الدائرة ستتابع في خططها القادمة استكمال مشاريع الترميم لتلك الأوابد الأثرية وغيرها في حال تم رصد الاعتمادات المالية اللازمة.