هل تعرفون ابنتكم؟

رقيقة مثل حلم ربيعي .. وشامخة بعنفوان مثل قاسيون .. سخية بالضحكات وكأنهن فراشات ملونات يتحولن إلى نجمات مضيئات، سخية بالدموع تشعر أنك تغرق في بحر أحزانها الرقراق العذب، وتكاد تهطل دموعها من عينيك .. إنها زهرة الفرح .. إنها ابنة القلوب الحانية .. ابنتكم .
الكثير يتساءل: هل مازال الفرق شاسعاً بين من يرزق ابناً أو ابنة؟
هل ثمة من يفضل الصبي على البنت؟
الآباء يتطلعون إلى فلذات أكبادهم بمحبة كبيرة .. يحبون الولد الذي يكبر فيكون عوناً لأمه وأبيه وأخواته، ويفكرون كيف ذاك الشاب الجميل سيدخل إلى البيت يحمل الخير بين يديه والقوة ليمسك يد أبيه ويساعد أمه ويحنو على أخته؟
وقد يتخيل الآباء أن البنت بدلالها ورقتها لا تقوى على مواجهة ضغوط الحياة فتهرع إلى أبويها تطلب منهما الحماية والدعم وقد تلجأ إلى أخيها ليكون سنداً لها في أيام لم يحسب لها حساب !!!
هل تغيرت الصور النمطية بعد أن أصبحت الابنة سنداً حقيقياً لوالدها تقف إلى جواره تعمل معه, تشد أزر أمها .. تدخل الفرح إلى قلبها المتعب, وصارت سنداً لأخيها تقف معه تساعده كأمٍّ صغيرة حانية ..؟
تغيرت الكثير من الأشياء والرؤى لكن العادات الجميلة التي ورثناها عن أجدادنا في حب العائلة والتكافل بين أفرادها هي كنز معنوي لا يقلّ قيمة وثراء عن جبل من ذهب علينا أن نعززها في كل بيت وفي العلاقات الأسرية .. العائلة تركب في مركب واحد، وأي خرق قد يغرق العائلة كلها المطلوب؛ المحبة والدعم بين الأخوة والأخوات والعدالة بين الصبيان والبنات …
في القديم كانت ثمة عادات سيئة تخص التعامل مع البنات لكن أصحاب الخلق والشأن والكرم والإيمان ألغوا تلك العادات السيئة التي كانت توصف بالجهل والجاهلية .. وتم تكريم النساء فاستحققن التكريم بحسن أدبهن وأخلاقهن وعلمهن وتضحيتهن ، وإخلاصهن ومحبتهن ومودتهن ..
فكانت الطبيبات والأديبات والمعلمات والحقوقيات ومازال فضل الأمهات من المهد إلى اللحد …
وكم أصبح من الغريب والمستهجن أن تسمع في هذا العصر من يفضل الابن على الابنة ..لكن الأيام تكشف للجميع أن الأولاد عندما نحسن تربيتهم وتأديبهم ستحصد العائلة خيراً كثيراً.
بارك الله في أبنائنا وبناتنا، فالفتيات والفتيان نور العيون ولا فضل لعين على أخرى ..وهنيئاً لمن كانت في بيته ابنة أو أكثر.. ومع كل إشراقة صباح سيجد نفسه يهمس لابنته: السعادة تسكن في يديك الحانيتين ويحتاج الحب إلى قلب يتسع الكون مثل قلبك، وتسوقين الخير، وإليك تبحر السفن لتنجو.. مدينة لك بالكثير من الأفراح الكبيرة والصغيرة دائماً تفوحين عطراً وطيباً .. وتزهرين في القلوب.
أنت الدفء في ليالي الشتاء الباردة، وأنت الوردة في الصحراء القاحلة.. أنت نبع الخير.. استزيدي الحب من الكون، تعطّري بالطيب واغتسلي بالأنوار.. هكذا تفعل الملائكة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة يُخرِج منظومة التحكيم المحلي من مصيدة المماطلة الشكلية ويفعِّل دور النظام القضائي الخاص.. التحكيم التجاري الدولي وسيلة للاندماج في الاقتصاد العالمي التطبيق بداية العام القادم.. قرار بتشغيل خريجي كليات ومعاهد السياحة في المنشآت السياحية