سلوكيات الوسواس ما عادت معلومة تحتاج الكتب والمقالات، وبات من الطبيعي التعامل مع أشخاص يعانون اضطراباً كهذا, ولن أقول مرضاً لأنه يمكن أن يشمل أصدقاء وأحباء ويشملني بالذات..!!
و وسواس مثل وسواس النظافة أو الاكتناز أو الشك.. وارد جداً تعاطينا مع شخصيات كهذه في يومياتنا، لأن «الموسوسين» بالنظافة والشطف ومسح الغبار ومعاقبة المحيط الأسري بأشد العقوبات من جراء تحريك مخدة الأريكة أو المشي «بالشحاطة» على السجاد، أمثلتهم كثيرة مابين عوائلنا والأصدقاء، كذلك الأمر بالنسبة لوسواس الاكتناز ومدمني عادة الاقتناء وعدم التفريط بأي غرض من الأغراض، وحتى المصابين بوسواس الشك تراهم بصورة أحد المعارف الذي يعود أكثر من مرة للتأكد من قفل الباب، وجرة الغاز وقاطع “القازان”.
كل هذه السلوكيات معروفة ومعلومة، لكنني استطعت وأنا بكامل قواي العقلية إضافة تصنيف جديد للوسواس، ومن باب كونه يسبب لي التوتر وبعض المشكلات أطلقت عليه اسم «المنبوذ», فيا من تراني أراسل صديقتي أو خالتي على «الفيسبوك» لتنبيهها حول خطأ إملائي فادح ارتكبته على أحد المنشورات.. لتتسبب ملاحظتي بانزعاج الشخص المستهدف, وعدم متابعتهم لي, ومحاربتي بعدم وضع «اللايكات» على المنشورات خاصتي.
حال الوسواس عندي تطور حد متابعة الصحف والمجلات وحتى البرامج والمسلسلات واستنباط الأخطاء والملاحظات..
والمضحك أنني في رمضان وأنا أتابع أحد الإعلانات التلفزيونية الذي يروج لمنتج غذائي معروف بعلامة تجارية عالمية استفزني فيه مشهد سيدة تطبخ وتتذوق طعم طبخها بملعقتها وفمها غارق بفضاء الشوربة من دون مراعاة ذائقة الناس التي لاتحبذ التذوق فوق الطنجرة منعاً لأي احتمال «شرشرة» للحساء, ووضعهم للملعقة «المزفرة» على رف المطبخ ضاربين بفن النظافة والأتيكيت عرض المطبخ المتلفز.!!
وما كان مني إلا أن استللت «الموبايل» وراسلت الشركة المعروفة على «الإيميل والفيسبوك» مدونة فيها ملاحظتي لتدارك الأخطاء.
لذلك ونظراً لمعرفة تداعيات كل من وسواس النظافة والشك والاكتناز أجدهم مقبولين جداً فيما لو قارناهم بالوسواس المنبوذ الذي يجب تدارك أعراضه حتى لو كانت الوسيلة إبرة عضال!!.