سعره 40 ألف ليرة بـ«شوكه» ويصل إلى 55 ألفاً عند التنظيف.. مصدر رزق موسمي وطبق منتظر واستخدامات مخفية للعكّوب «السلبين»
دمشق – إلهام عثمان:
تجود الطبيعة السورية عادةً بخامتها العذرية بنباتات برية عديدة، لكن ألذها على الإطلاق نبات العكّوب أو السلبين البري كما هو شائع لدينا، فينمو في المناطق الجبلية، بين الأعشاب، ويكون موسم اقتلاعه تحديداً في فصل الربيع ولمدة شهر تقريباً، ورغم كثرة أشواكه وصعوبة تنظيفه، إلا أن الأهالي عادةً في القرى من رجال ونساء، يطوفون لاقتلاعه لفوائده العديدة من جهة، وكونه مصدر رزق من جهة أخرى.
أسماء شائعة
للعكّوب حكاية، إذ ينادي عليه باعة الخضار في الأسواق الدمشقية بطريقتهم المحببة: (أبيض وبايض يا عكّوب الجبل)، إلا ان أسعاره الملتهبة تبعد عنه المستهلكين، إذ يصل سعر الكيلو الواحد منه إلى “40 ” ألفاً من دون تنظيف، و”55″ ألفاً مع تنظيفه.
تسميات
خبيرة التغذية أمل خالد أوضحت من خلال حديثها لـ” تشرين”، أن التسمية العلمية للعكوب هي ( كعوب الأباعر)، أما التسميتان المحليتان له أي؛ السلبين أو العكّوب، فيعتقد أنهما جاءتا من أنه ينسل ويخرج من بين الصخور والترب وتسمية (العكوب)، ولكونه بريّاً يخرج عقب هطول الأمطار، فأطلق عليه البعض العقوب، حيث تحولت القاف إلى كاف فصارت(عكوب).
من جهته أكد الخبير الزراعي المهندس منذر موره لي لـ”تشرين”، أن العكوب له تسميات مختلفة مثل: (سلبين، خوبع، جناح النسر، حرسف بري، شوك جمال، خرفيش).
وفي سياق متصل لفت م. الزراعي حسام قصار إلى أنه يطلق على العكوب في الخليج العربي كعوب، ويسمى لدينا ايضاً بالسلبين، إلا أن السلبين هو نبات آخر شبيه به إلى حد ما ومن فصيلته نفسها، ويضيف: أن العكوب (نبات شوكي) ينمو في المناطق شبه الصحراوية في الشرق الأوسط، وينتمي لعائلة الأرضي شوكي والتّي تشبهه “طعماً”، ويعد العكوب نباتاً جبلياً أيضاً في بلاد الشام، كما إنه يُعرف بأكلة مشهورة في الأردن وفلسطين وسورية والعراق، هو (نبات بري)، إلا انه يمكن زراعته من خلال البذور التي تجمع في الربيع، وتزرع في أواخر فصل الشتاء في الموسم التالي حسب رأي قصار.
انتشاره
ينتشر عموماً في المناطق الجبلية الساحلية أو الداخلية على ارتفاع ٨٠٠ م عن سطح البحر، هذا ما بينه قصار، وقد يتواجد بكميات أقل في المناطق الداخلية الأقل ارتفاعاً.
من جهة أخرى كشف موره لي أن العكوب ينمو عن طريق بذوره المتناثرة من الثمرة الأم، وفي كل المناطق، ويظهر بلون بنفسجي بين شهري تموز وآب.
المناخ الملائم
أكد قصار أن المناخ الملائم لنمو العكوب هو المناخ المعتدل، والتربة متوسطة الخصوبة حسب رأي قصار، فينمو تلقائياً بانتثار بذوره في الأرض المحيطة بالنبات، والتي تبقى في الأرض للموسم القادم، وعندما يتوفر لها الوسط المناسب من حرارة ورطوبة فإنها تنمو، لتشكل نباتاً جديداً وهكذا.
فوائد طبية
بين موره لي أن نبات العكوب غني بفيتامين A-B، و الأملاح المعدنية، وهو منشط عام للجسم، وفاتح للشهية، ويساعد على التخلص من غازات المعدة، و ينشط كسل المعدة، ويساعد على تنشيط الكبد لوظائفه وبالتالي يعالج اليرقان “يفرغ الصفراء”، ينشط إفرازاتها، ويساعد على إخراج كل الأخلاط الفاسدة بالدم عن طريق البول، فهو ينشط الكلية وإفرازها، وهو مقوٍّ جنسي، وعالمياً يعتبر دافع للحمى.
من جهته بين قصار أن العكوب له فوائد عديدة أيضاً، ومنها: إنه يساعد على تخفيف الوزن، لاحتوائه على الألياف الغذائية المشبعة والتي تؤدي للشعور بالشبع، ويخفض نسبة الكوليسترول الضار في الدم، وهو علاج فعال يفيد في مساعدة مرضى القولون العصبي، و يعالج الإمساك المزمن، و يساعد في تحسين عملية الهضم، و ينقي الجسم من السموم والفضلات الزائدة الضارة في الجسم، وهو مقوٍّ للأعصاب وينقي الدم ويقويه، وهو مقوٍّ جنسي للرجال، ومدر للبول.
استخدامات أخرى
وختم موره لي بأن للعكوب استخدامات أخرى، فيمكن استعماله أكلاً نيئاً في السلطة، أو مسلوقاً ” قبل السفر” ليساعد على منع دوار السفر، كما يستخدم فركاً على مكان الإصابة بداء الثعلبة.
ويستخلص منه تركيب زيت عطري، وعنصر مر “هيستامين، سيليمارين، تيرامين”، ويضيف: إنه يمكن جمع بذور العكوب وجرشها، لتضاف وتخلط مع طعام الطيور كالحسون والكنار.