في مسابقة تحدّي القراءة العربي.. كيف يمكن أن نوازن ضمن المعايير نفسها بين طالب ابتدائية وآخر في الثانوية؟
حمص – ميمونة العلي:
انطلقت اليوم تصفيات المرحلة الثانية من مسابقة تحدي القراءة العربي في موسمها الثامن على مسرح الزهراوي في حمص، بمشاركة واسعة من طلاب مدارس حمص بمراحلها كافة.
وذكرت منسقة المسابقة في حمص يارا حيدر أنه تقدم للمرحلة الأولى ٧٥ ألف مشارك من ٥١٢ مدرسة من الريف والمدينة، تأهل منهم ٣٥٠ طالباً لهذه المرحلة، إضافة إلى ستة طلاب ذوي احتياجات خاصة.
وتمنّت المشرفة د. خديجة دالاتي لو تم تأجيل موعد المقابلات إلى ما بعد الامتحانات النهائية للصفوف الانتقالية التي تبدأ بعد غد الأربعاء أو تقديمها لأسبوع على الأقل قبل الامتحانات.
من جانبها، تمنت المشرفة ديمة الأحمد أن تتم المقابلات لمدة أكثر من يوم واحد تجنباً للازدحام والضغط، فالوقت المخصص للمقابلات قصير، وأن يتم الفصل بين طلاب المرحلتين الابتدائية والثانوية.
وبينت المشاركة ملك العلي من الصف السادس أن التجربة تثري شخصية الطالب وتجعله متقناً للغته الأم.
وذكر المشارك سامر زلق من الصف الحادي عشر أن مشاركته هذا الموسم هي الثانية، وقد تنوعت قراءاته بين الكتب العلمية والنقدية والفلسفية والروايات.
وعبّر مجموعة من المشاركين عن الصعوبات المتعلقة بعدم توفر الكتب وضعف شبكة الإنترنت، ولا سيما في الأرياف، وأن تكون فترة ما قبل الظهر لأبناء الريف، فالبعض جاء من قرى بعيدة، وحلت الساعة الثالثة ولم يصل إليه الدور بعد، فكيف سيذهب إلى قريته، ولاسيما مع أزمة المحروقات والمواصلات الحادة في هذه الأيام؟.
منسق مادة اللغة العربية في حمص الأستاذ أحمد عراجي رئيس لجنة التحكيم، أوضح لـ”تشرين”، أن تحقيق العدالة في اختيار الأفضل هو الهدف الرئيس والوصول إلى طالب يمتلك مهارات الحديث والإقناع وتقديم الحجج والتنوع في الكتب، لأن من سينجح سيمثل سورية، مضيفاً: نحن فخورون بطلابنا مهما يكن، فهناك طلاب حضّروا جيداً، وهناك فروق فردية حتماً والجديد هذا العام هو تنوع اللجان، فقد ضمت اللجنة ممثلاً عن اتحاد الكتاب العرب متمثلاً برئيسة الاتحاد ومدرّسة للغة العربية، بالإضافة لممثلين عن فرع الشبيبة، يساعدوننا في التنظيم والتنسيق.
وبينت رئيسة اتحاد الكتاب العرب في حمص عضو لجنة التحكيم أميمة إبراهيم لـ”تشرين”، أن الجميع رابح في هذه المسابقة، فهي تحضّ على القراءة وتنمّي مهارات الطالب اللغوية، كما تنمّي حبه للغة العربية، وبلا شك هناك تمايز بين الطلاب ولا جديد في المعايير المطبقة هذا الموسم لاختيار الطلاب، هي ذات المعايير التي طبقت الموسمين السابقين.
وأضافت: برأيي ما يؤخذ على هذه المعايير أنه كيف يمكن أن نوازن ضمن المعايير نفسها بين طالب في المرحلة الابتدائية وطالب في المرحلة الثانوية؟ هل نطبق المعيار نفسه على طالب الصف الأول وعلى آخر في الثالث الثانوي؟ هذا برأيي يخل بهذه الناحية بالذات. ولفتت إلى ناحية غاية في الأهمية، وهي ظاهرة الاتجاه الواحد في القراءات، ولاسيما القراءة من المكتبات الإلكترونية، فالكلام يؤخذ بحذافيره مع تعديلات بسيطة، وهذا تقييد للطفل، المفترض أن يقرأ الطفل بشكل واسع من الكتاب الأساسي لا من الملخص واعتقد أن هذا الخلل يتحمله الأهل والمشرف.
من جانبها، تمنّت الدكتورة ميساء إبراهيم عضو اللجنة، أن يكون هناك المزيد من التحضير والتهيؤ لهذه المسابقة، وأن تتم الاستفادة من الأخطاء التي يقع فيها الطالب في كل موسم، ولاسيما أن هناك بعض المشاركين لم يكونوا على مستوى عالٍ جداً من التحضير، ربما يحتاجون إلى توجيهات معينة، يمكنها أن تغير من مسارات قراءاتهم وتوصلهم إلى أهدافهم بسهولة ويسر، بالمقابل هناك من أظهر قدرات عالية جداً من الفهم والقراءة العميقة والوعي النقدي، وهناك من لا يرقى بإمكانياته لهذا المستوى، لذلك نأمل في المواسم القادمة أن تكون هناك عملية فرز قبل الوصول إلى هذه المرحلة النهائية، أي ببساطة أن تؤخذ الإمكانيات الحقيقية للطالب، بحيث لا يصل إلى هذه المرحلة إلا من يستحق فعلاً، توفيراً للوقت والجهد الذي بذل، ولا بد من تطوير المعايير في كل مرة للوصول إلى الأفضل.