ع الأصل دور!!
ربما هي المصادفة.. أو ربما امتناع الصيدلانية التي باعتها الدواء عن إعطاء الإبرة، واضطرارها إلى اللجوء إلى صيدلية ثانية لتكون المفاجأة بأن الدواء مزوّر أو حتى مشكوك بأمره، ولا يمكن للدكتورة إعطاء دواء غير موثوق به، وهذا يفسر سعر العلبة الرخيص والذي يعادل سعر عبوة واحدة فقط من الدواء الفعال والحقيقي!!
هل أصبحت صحة الناس رهينة أدوية قد تكون مزوّرة؟، وهل أصبحوا تحت رحمة أفراد أقل ما يقال عنهم ” تجار أرواح “؟ وهل المطلوب من كل مريض أن يكون عالماً وخبيراً أو طبيباً ليكتشف أن ذلك الدواء حقيقي أم لا؟ وهل عليه أن يكون يقظاً وواعياً قبل أن يصل إلى بيته ويعلم أن تلك العبوة من الدواء منتهية الصلاحية، وإرجاعها وأجور المواصلات قد يكلف ثمنها أو أكثر وهذا يفسر عدم فعالية بعض الأدوية؟!
الغريب أيضاً أن بعض صفحات التواصل الاجتماعي تروج لأنواع من الأدوية وخاصة ما يتعلق منها بالنحافة أو التجميل، بعيداً عن أي رقابة أو معلومات أو معرفة بما تحتويه تلك العبوات ومدى تأثيراتها التي قد تصل إلى نتائج لا تحمد عقباها!!
لا شك في أننا نفخر بصناعة الدواء في بلادنا، ولكننا نعلم أيضاً أن بعض من باعوا ضمائرهم يتلاعبون بحياة الناس مقابل أموال وأرباح، ويتغاضون عن كوارث قد تصيب المرضى، وتؤدي إلى تأخر علاجهم وتراجع صحتهم!
طبعاً الأدوية المغشوشة، وخاصة التجميلية منها، لا تباع فقط في الصيدليات، وإنما أيضاً في المراكز والعيادات التجميلية من دون معرفة ممّا صنعت وأين تم تحضيرها ومدى تأثيراتها في ظل غياب تام للرقابة والمحاسبة، حتى المواقع والصفحات الإلكترونية التي تروج للكثير من الأدوية المجهولة خارج نطاق السيطرة والرقابة!
ببساطة.. على كل مواطن أن يكون خبيراً في الأدوية حتى لا يتعرض للغش، وفي قطع السيارات حتى لا تباع له بضائع مقلدة، وفي أسواق البطاريات والكهربائيات حتى لا تنتهي أعمارها مبكراً، وفي الغذاء حتى لا يتعرض للتسمم وتداعيات صحية كبيرة، وأن يبحث بالسراج والفتيل عن المنتج الأصلي، وكل إنسان هو و حظه!!.