خمسة جرحى يتجاوزون آلامهم ويتقدمون لامتحانات شهادة التعليم الأساسي في السويداء
غادروا جبهة القتال ضد الإرهاب مجبرين بعد تعرضهم لإصابات بالغة لكنهم حضروا على جبهة العلم بإرادة وعزيمة لا تلين.. خمسة جرحى من الجيش العربي السوري تقدموا اليوم لامتحانات شهادة التعليم الاساسي لدورة العام 2020-2021 ليكملوا مسيرة العلم والعمل والبناء.
رأفت الشعراني ويعرب حمشو وإيهاب العزمي وحاتم الحسين وخالد الحلاوي جرحى من أبطال الجيش العربي السوري جسدوا عبارة «أنا قادر أنا أستطيع» جاؤوا منذ ساعات الصباح الباكر للمركز الامتحاني للحالات الخاصة في مدرسة الشهيد سلمان دويعر بمدينة السويداء للتقدم للامتحانات بدعم من «مشروع جريح الوطن» محملين بطموحات لم ولن توقفها آلامهم وإصاباتهم المتعددة.
على كرسيه المتحرك وبلباسه العسكري المحبب أشار الجريح الشعراني الذي تعرض لشلل نصفي بعد إصابة في حرستا عام 2017 إلى أن دعم مشروع جريح الوطن أعطاه القوة والإرادة وعزز ثقته بنفسه للتقدم لامتحانات شهادة التعليم الاساسي موجهاً رسالة لكل جريح أن يمتلك الثقة والقوة والإرادة لمتابعة مسيرة تعليمه.
حالة الجريح حمشو المشابهة لحالة الجريح الشعراني لم تشكل عائقاً أمام طموحه فهو يجد بأن العلم مهم للإنسان وينير دربه ويقوده إلى الطريق الصحيح مبيناً أنهم كجرحى مثلما حاربوا المتآمرين على سورية وأعداء الوطن بالسلاح يحاربونهم اليوم بالعلم من أجل نصر سورية المؤزر بشعبها وجيشها وقيادتها.
وبعد ست سنوات على فقد الجريح إيهاب العزمي بصره نتيجة تفجير إرهابي بمنطقة خان الشيح إلا أنه لم يفقد بصيرته وتابع مسيرة حياته بالعمل واليوم بالعلم كخطوة منه كما ذكر لإثبات وجوده بالمجتمع واكتساب الثقة التي تعطيه دافعاً لعمل شيء مفيد وتطوير مهاراته والمساهمة في بناء مستقبل الوطن.
بتر اليد اليسرى مع طلقات في الصدر لم توقف عزيمة الجريح حاتم منير الحسين الذي قال: مثلما قاتلت من أجل سورية في منطقة القلمون وساهمت مع رفاقي أبطال الجيش بتحريرها من الإرهاب قبل سنوات أنا أقاتل اليوم من أجل العلم الذي يعزز مسيرة صمودنا.
أما الجريح خالد الحلاوي “38 عاماً” الذي أصيب بحرستا عام 2015 وسببت له الإصابة حرقاً بالنخاع الشوكي وكسراً في عدد من الفقرات فأشار إلى أنه ترك مقاعد الدراسة قبل 25 عاماً وها هو اليوم يعود إليها لتعويض أشياء افتقدها سابقاً ومتابعة تحصيله العلمي.
ووفقاً لمدير المركز الامتحاني زياد شيا فإنه تم توفير الأجواء المناسبة لجرحى الجيش العربي السوري لتقديم الامتحان موضحاً أن بناء الوطن مشترك بين جميع أبنائه فهؤلاء الطلاب اليوم موجودون في ميدان العلم كما كانوا موجودين قبل سنوات في ميدان القتال ضد التنظيمات الإرهابية.
«سانا»