الاستحقاق الرئاسي يوم مفصلي في تاريخ سورية
يؤكد الدكتور المهندس معلا الخضر استاذ في كلية الهندسة المدنية أنّ يوم الاستحقاق الدستوري لانتخاب رئيس للجمهورية العربية السورية في السادس والعشرين من أيار لعام 2021 هو يوم مفصلي في تاريخ سورية ،هذا التاريخ الذي رصعّه القائد الخالد حافظ الأسد في سبعينات القرن الماضي بزراعته بذور العزّة والكرامة وإرادة الشعوب في تحقيق مصيرها وقد أينعت تلك البذور وأضحت أشجاراً باسقةً متجذرةً في تراب الوطن ، وقد عزّز السوريون هذا التجذّر وبرهنوا أنّهم أبناء أمّة لاترضخ ولاتقبل بالذّل والهوان مهما اعتراها من مصاعب ، وقد جرى الامتحان الأكبر على مدى أحد عشر عاماً من تكالب أكثر من 100 دولة في العالم مستثمرين في الإرهاب مستهدفين سورية وشعبها بكامل أطيافه وبكلّ أشكال تموضعه الجغرافية والتاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ولكنهم أيقنوا متأخرين بأن آلاف المليارات من الدولارات لم تستطع أن تزحزح إرادة هذا الشعب العظيم قيد أنملة عن ثباته في وطنه مهد الرسالات السماوية متمسكاً بقيمه ومبادئه التي قدّم من أجلها كثيراً من التضحيات ورسم طرقها إلى السماء آلاف الشهداء الذين ضحّوا بدمائهم وأرواحهم لتبقى راية العزّة خفّاقةً عالياً. وأضاف الخضر إنه في هذا اليوم نوجه رسالة للعالم نقول فيها : إنّنا الأمّة المحصّنة بإيمانها بالله ومتمسكة بقرارها و رسم مستقبلها وفقاً لقيمها ومبادئها المترسّخة لديها ولا تسمح لأحدٍ أيّاً كان أن يُملي عليها وصايةً أو أن يسيّرها بطريق لاتريده ، فهذا الشعب العربي السوري الذي حافظ على عروبته وقهر الأعداء على مرِّ الزمن من العثماني الغاشم إلى الفرنسي الغادر إلى الصهيوني اللئيم سيبقى متمسكاً بقيمه وحريته التي فُطِرَ عليها في هذه الأرض الطاهرة .
لأجل ذلك كلّه وإيماناً من هذا الشعب بأنّ دورة الحياة المتجددة ستكون انطلاقتها الجديدة في عهدٍ جديد لإعادة إعمار بلادنا بعقول وسواعد أبنائها الشرفاء الذين كانوا ومازالوا على عهدهم باقين صامدين و مواجهين كلّ أشكال المكر والخداع داخلياً وخارجياً بعد هذه السنوات الحرب الإرهابية التي مرّت عليهم صراعاً مع الخونة والغادرين والفاسدين والإرهابيين … لتعود الصروح تُبنى في بلادنا التي لقّنت العالم دروساً في حرب ضروس بإرادة جيشها العظيم وشعبها الشريف ، وسيكون لها مع العالم موعد لدروس أخرى في البناء وإعادة الإعمار والازدهار الاقتصادي بعد كلّ ماجرى من حصارٍ وتضييقٍ مستهدفاً كسر إرادة هذا الشعب العظيم.
لهذا سينتخب السوريون بإرادتهم وبكامل حريتهم وبنزاهة مطلقة تُظهِر نتائجها صناديق الاقتراع التي تلوح معالمها بالأفق من خلال انتخابات المواطنين السوريين الموجودين في مختلف بلدان العالم بالرغم من كل المعوّقات التي واجهتهم في بعض البلدان وقاموا بأداء واجبهم الوطني ومارسوا حقهم الدستوري لأجل الوطن وأدلوا بأصواتهم لانتخاب رئيس للجمهورية لأجل سوريتنا ولأجل دماء الشهداء .
يرى د. سيراؤوس محمد عميد كلية العلوم في جامعة دمشق أن تحديد الانتخابات الرئاسية السورية في موعدها الدستوري وفتح باب الترشح كان مفاجأة كبيرة لكثير من المشككين الذي روجوا وعلى نحو واسع لعدم قدرة الدولة السورية على إجراء الانتخابات وأن هذا الاستحقاق هو رهينة تجاذبات سياسية دولية ولا قرار للدولة السورية فيه بل يملى عليها من الخارج، فحدث ما لم يكن بحسبانهم بالقرار السيادي السوري بإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري المحدد في دستور الجمهورية العربية السورية الصادر في 27 شباط 2012، والذي أقر بعد استفتاء شعبي ديمقراطي، مشيرا إلى شتى وسائل التشويش على هذا الاستحقاق وتشويهه، اذ تم تسخير الإعلام الغربي الصهيوني والعربي المرتبط به بكل إمكاناته لإضفاء اللاشرعية عليه، ومحاولة التأثير على الشعب السوري من وسائل التواصل الاجتماعي وغيره لنشر التضليل والتزييف الذي ما انفكوا يمارسونه على الشعب السوري منذ ما ينوف على عشر سنوات، بهدف ثني الشعب عن المشاركة في هذا الاستحقاق وبث روح اليأس فيه، فكانت مظاهر الاحتفال في جميع أنحاء سورية والكرنفالات الشعبية صفعة مؤلمة لجميع أعداء الشعب السوري،و عندما وجدوا هذا الشعب الذي مارسوا عليه مالم يُحط به فكر إنسان أو شيطان من إرهاب وقتل وتدمير وحرب نفسية واقتصادية وعسكرية تفننوا باستنباط أشكالها لإخضاع الشعب السوري وظنوا واهمين أنهم نالوا مرادهم، فكانت الطامة الكبرى عليهم بأن وجدوا شعباً التف حول مؤسساته الوطنية والدستورية، شعباً أنضجه الألم والحصار ليميز الغث من الثمين، ويحطم كل أوهامهم عندما اتخذ قراره بالمشاركة في الانتخابات بشكل منقطع النظير ليثبت للعالم أن السوريين هم من يحددون مستقبل بلدهم ولا أحد في العالم يستطيع أن يفرض على السيد (السوري) ماذا يفعل، فنحن وإن اختلفنا برأي فهذا لا يفسد للود قضية.
وختم د.محمد بقوله هذا الشعب سيشارك في الانتخابات لأجل مستقبل سورية وليؤكد على ثوابته الوطنية في وحدة سورية واستقلالها وسيادتها، وإن ما حدث في جميع دول العالم في 20/5/2021، عندما بدأ الزحف الشعبي باتجاه السفارات السورية ليشاركوا في الاستحقاق الرئاسي كان صاعقة سورية خطفت أبصار أعدائها وأذهلت عقولهم، إذ عبر السوريون بحس وطني لم يشهد له العالم نظيراً، فهؤلاء الذين شاركوا وبكثافة عالية يقيمون في بلدان معادية لسورية، و رغم ما مورس عليهم من ضغوط لمنعهم من المشاركة وتعرض بعضهم للضرب والشتم والتهديد بترحيلهم إلا أنهم أبوا إلا أن يقولوا كلمتهم ويشاركوا بأصواتهم التي كان كل منها بمثابة رصاصة في صدر أعداء سورية .. وإننا كمواطنين سوريين سنشارك في هذا الاستحقاق الدستوري الهام يوم الأربعاء 26/5/2021، لحفظ سيادة سورية واستقلالها ووحدة أرضها وحرية شعبها وطرد جميع المحتلين وتحرير كل شبر من هذه الأرض، ولمنع كل تدخل خارجي في شؤوننا الداخلية ، وإعادة إعمار سورية، ولبلسمة الجراح، ووفاء لكل قطرة دم شهيد ضحى من أجل سورية وعزتها.