أبدت الكثير من الأوساط الإعلامية والسياسية وحتى الأكاديمية اهتماماتها بما آلت إليه طبيعة العلاقات الدولية ومسار الحروب والعمليات العسكرية الأميركية على وجه الخصوص.
وبرزت تساؤلات عديدة، ماذا لو فككت أميركا “إمبراطوريتها” المزعومة بدءاً من القواعد المنتشرة في مناطق مختلفة من العالم، وإلغاء نشاط وزارة الحرب الأميركية؟.
وفي حال ترافق كل ذلك بإعلان السلام، فسيكون العالم أكثر أماناً وجاذبية للعيش، فما زلنا نعيش قلقاً كبيراً نتيجة نيات المجمع الصناعي العسكري في أميركا المنتشر نشاطه لحدود بعيدة في العالم. إضافة لتأثير استخدامات السلاح وصناعاته السلبية، كونه يشكل أكبر تهديد للاستقرار في العالم، فأصبح لتغير المناخ تأثير كبير، بصرف النظر عن التغييرات الأخرى.
ويكمن التهديد النهائي والأوحد، احتمالية الحرب النووية، التي لا تكترث واشنطن لتداعياتها, فعزم مخططو الحرب الأميركيون والداعمون السياسيون، وغيرهم ممن لديهم مصالح مالية بتجارة الأسلحة، وإنتاجها لتوسيع النفوذ النووي لأميركا في جميع أنحاء العالم.
وتسعى واشنطن لتسخير قدراتها لبقاء هيمنتها على العالم بقوة السلاح والإرهاب، وتصف القيادة الإستراتيجية للجيش الأميركي نفسها كقيادة عسكرية مهيمنة، وفريق مبتكر للحفاظ على سطوتها، ومنع صعود القوى العالمية الأخرى، ومحاولة تنمية رأس المال العسكري والاقتصادي لتعزيز قوة الردع الإستراتيجي.
وتعتبر القيادة الإستراتيجية للجيش الأميركي نفسها “الضامن” النهائي للأمن القومي الأميركي، وبالتالي هي جاهزة لتقديم استجابة حاسمة، ما يعني تدمير العالم كله بالسلاح النووي.
ووفقاً لمعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تمتلك أميركا ما مجموعه ستة آلاف سلاح نووي منها ما يقرب ١٧٠٠ موضوعة بالخدمة، ما يعني أنها جاهزة للاستخدام الفوري، ولا ننسى وجود البقية كرؤوس حربية مخزنة احتياطية ورؤوس حربية تنتظر التفكيك.
ويستهجن رئيس القيادة الإستراتيجية للجيش الأميركي الأدميرال تشارلز ريتشارد الافتقار التام للشفافية ويعتبره أمراً غير مقبول. فلا يهم أن تمارس واشنطن الكشف العلني عن حجم المخزون لديها. لكن من الضروري أن تكون جميع الدول الأخرى شفافة بشأن برامجها النووية لاسيما “إسرائيل”.
وما هو جدير بالاهتمام، حقيقة رفض واشنطن التصديق على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، إلى جانب “إسرائيل” أيضاً، بينما يأمر بايدن الدول الأخرى لإدارة شؤونها وفقاً لاتفاق دولي مهم رفضته واشنطن.
بالمقابل تسعى واشنطن لتسخين المواجهة في بحر الصين الجنوبي والشرقي، من خلال دعم الإدارة الأميركية للتحالف مع اليابان بموجب المعاهدة بينهما، واستخدام السلاح النووي إذا لزم الأمر.
وفي السياق أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن تهديداً واضحاً ضد الصين.. فيما طلب مجلس الشيوخ الأميركي الموافقة على إنفاق ما يقرب من ٩٥ مليار دولار على الردع الإستراتيجي.
وأشارت صحيفة غلوبال تايمز الصينية، لمحاولات واشنطن وطوكيو عسكرة المواجهة بالمنطقة، وأدى تركيز واشنطن على الأسلحة النووية لإشعال أجواء المواجهة، وتصعيد التوتر، والتحرك خطوة أمامية لتدمير الكوكب نتيجة سياسة غربية فوضوية تدميرية.
إستراتيجك كالتشر فاونديشن