مهرجان قطاف الوردة الشامية في معرين صليب
احتضنت قرية معرين صليب في منطقة مصياف مهرجان قطاف الوردة الشامية «عبق سوري إلى الإنسانية» الذي أقامته وزارة الثقافة – مديرية التراث اللامادي ومديرية الثقافة في حماة بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية وأهالي القرية.
و قد انطلق أهالي قرية معرين الصليب و بمشاركة شعبية ورسمية واسعة إلى الحقول منذ الصباح الباكر لقطاف أزرار الورود وجمعها في جو اجتماعي بديع ترافق مع أغانٍ وأشعار زجلية عبرت عن مدى عشقهم ومحبتهم لهذه الوردة ومكانتها.
و لفت عدد من أهالي القرية إلى سعيهم للتوسع بزراعة الوردة الشامية وتطويرها ومنهم المزارع أحمد محمد الأحمد الذي يعد أحد أشهر مزارعي الوردة الشامية في القرية , حيث أكد أنه بدأ بهذه الزراعة منذ 15 عاماً وهي في توسع مستمر و بلغت المساحة المزروعة بالوردة الشامية أكثر من 50 دونماً .
وأشار الأحمد إلى أن الوردة الشامية تمتاز بإنتاجيتها العالية التي تستخدم بالمنتجات الطبية ولاسيما العطرية و التجميلية، مشيراً إلى أن المشتل العائد له وزع أكثر من 20 ألف غرسة وردة شامية على المزارعين في محافظتي حماة وحمص , الأمر الذي سيسهم في زيادة إنتاج الوردة الشامية في السنوات المقبلة.
وأوضحت روشان حسن مزارعة وردة شامية أن فترة قطاف الورد تكون في الصباح الباكر مابين الساعة الخامسة والتاسعة حفاظاً على ثبات المادة العطرية في الأزهار التي يتم فرزها عن البتلات لإنتاج الزهورات والمربيات وماء الورد وشرابه.
من جانبها، أكدت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة أن الوردة الشامية أحد أبرز مكونات هذا التراث وذلك بعد إدراجها على قائمة التراث اللامادي في منظمة اليونيسكو عام 2019 بجهود الجهات المعنية الرسمية والأهلية لتثبت حق سورية بهذا المنتج الذي جاب العالم ، مشيرة إلى أن محافظة حماة طرحت اليوم مشروعاً لإقامة مصنع لاستخراج الزيوت العطرية من الوردة الشامية سيكون قيد الدراسة ونواة لترسيخ هذه القيمة المادية والمعنوية للوطن.
و أكد محافظ حماة المهندس محمد طارق كريشاتي أن الفوائد الطبية والغذائية والعطرية لهذا المنتج يمثل إحدى الحرف اليدوية التي تدعمها المحافظة بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية زراعة وتصنيعاً وتسويقاً.
و قالت ريم إبراهيم مشرفة مشروع الوردة الشامية في الأمانة السورية للتنمية أن الوردة الشامية أحد أهم عناصر التراث السوري لافتة إلى أنه وضع خطة عمل متكاملة بالتعاون مع مجموعة من الشركاء؛ الحكومية والأهلية للارتقاء بهذا المشروع لجهة دعم المزارعين في مجال تأمين المعدات والشتول واستصلاح الأراضي بالتعاون مع وزارتي الزراعة والسياحة.
و كشفت إبراهيم أنه سيتم إجراء أبحاث علمية تعنى بخواص الوردة الشامية بالتنسيق مع كليات الصيدلة والشركات الدوائية , مبينة أنه عادة يجري الاحتفال بالوردة الشامية في قرية المراح بريف دمشق غير أنه في هذا العام اختيرت قرية معرين الصليب بريف حماة للحضور اللافت والمكانة المرموقة التي تحظى بها في القرية.
وتخلل المهرجان العديد من الفقرات الغنائية والتراثية من المشاركة في القطاف ومتابعة مراحل تصنيع وتقطير الوردة الشامية وغناء تراثي تؤديه إحدى سيدات البلدة كما افتتح معرض تراثي لسهل الغاب.