في يوم عيدهم .. عمالنا رمز للبطولة والتضحيات والبناء

يحضرني مع حلول عيد العمال في الأول من أيار هذا العام من عمر الحرب المشؤومة على سورية ويوقظ في الذاكرة روايات عايشتها وتابعتها عن هذه الطبقة العاملة تلك الطبقة من المجتمع السوري التي سطّرت أروع قصص الصمود والتضحية في وجه الارهاب التكفيري الذي بدأ أول ما بدأ إرهابه بضرب القطاعات الاقتصادية للبلد وبحرفية ومنهجية لتدميره حين هاجم المنشآت والمصانع وعمل على تدميرها، لكنه لم يدر في خلده أن خلف الآلات وخطوط الإنتاج جنوداً حقيقيين بكل معاني الكلمات كتبوا ونسجوا وحاكوا بأصوات الماكينات والأنوال التي علت على صوت قذائف حقده، ولم تتوقف لحظة عن عزف أنشودة الصمود أروع قصص التضحيات، فالكثير من الشركات العامة كانت في قلب اللهب والنار وعاشت تفاصيل مذهلة في الدفاع والتصدي للإرهاب وهمجيته، وكانت شاهداً حياً على هذه الهمجية.
يحضرني في هذه المناسبة الغالية عيد العمال كيف كان عاملونا يتقاطرون إلى مواقع العمل سيراً على الأقدام ويعبرون السواتر الترابية هرباً من قذائف الحقد وقناصيها.. يحضرني ما رواه لي عمال شركات النسيج في الغوطة الشرقية كشركة (وسيم) والشركة الخماسية وشركة الغزل والنسيج، الذين التقيتهم في مواقع العمل وفي ذروة الحصار الإرهابي لهذه الشركات ورافقتهم على مدار أيام في محاولة مني لمعايشة ظروف عملهم المريرة وكيف كانوا ينامون في الشركات لأيام كي يدافعوا عنها من جهة وكي لا تتوقف أصوات ماكيناتها عن العمل والإنتاج لتوفير كل المستلزمات الطبية والألبسة والأوكسجين للمشافي العامة وتوفير كل احتياجات جيشنا الباسل من الكساء والغذاء.
يحضرني حين دخلت تلك الشركات كيف كان العامل فيها كتفاً بكتف مع الجيش يدافعون بيد ويغزلون قصص البطولة والفداء باليد الأخرى.. ارتقى منهم شهداء كثر، والكثير منهم أصيب بعاهات وعجز دائم، أولئك العمال صاروا جزءاً من فسيفساء لوحة الصمود السوري، فهنيئاً لطبقتنا العاملة في عيدها، عيد النصر على الإرهاب وستبقى بطولاتهم وتضحياتهم شاهداً تزكي روح الأجيال وتبعث فيها الطمأنينة والسلام بأن الوطن تبنيه وتحميه جباه وسواعد تلوحت بشمس الوطن وغده المشرق ليبقى عزيزاً منيعاً عصياً على الكسر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار