ما يزال التوتر بين جمهورية التشيك وروسيا في تصاعد مستمر في ظل مزاعم براغ بأن المخابرات الحربية الروسية ضالعة في تفجير مخزن للجيش التشيكي عام 2014.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن ردّ موسكو بطرد 20 دبلوماسياً تشيكياً سيجعل براغ تفهم مسؤوليتها إزاء تدمير أسس العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أنه ليس من الصعب العثور على تأثير أمريكي في قرار التشيك.
واستنكر الوزير لافروف ما سمّاها ادّعاءات التشيك واتهامها المخابرات الروسية بالضلوع في تفجير مخزن للذخيرة تابع للجيش التشيكي عام 2014، ووصفت موسكو مسوّغات براغ لطرد الدبلوماسيين الروس بالواهية والسخيفة، وقالت وزارة الخارجية الروسية: “هذه الخطوة العدائية هي جزء من سلسلة الإجراءات المعادية لروسيا التي اتخذتها جمهورية التشيك في السنوات الأخيرة. أضافت الوزارة: “لا يمكننا إلا أن نرى فيها أثراً للولايات المتحدة”.
وتابعت الوزارة: “في محاولة لإرضاء الولايات المتحدة في سياق العقوبات الأمريكية الأخيرة على روسيا، تجاوزت السلطات التشيكية حتى أسيادها في الخارج في هذا الصدد”.
وكان مصدر في الخارجية الروسية قال: إن جمهورية التشيك بطردها الدبلوماسيين الروس تريد أن تغلق سفارتها في موسكو، مضيفًا: براغ تدرك تماماً التداعيات وكيفية رد موسكو على طرد دبلوماسييها.
ويرى مراقبون أن عمليات الطرد الدبلوماسي المتبادل، هي أكبر خلاف بين براغ وموسكو منذ عام 1989 بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، يُضاف إلى ذلك التوترات المتنامية بين روسيا والغرب عموماً والتي يرجع جزء منها إلى التواجد الروسي على حدود روسيا الغربية وفي منطقة القرم.
من الواضح، وفق ما يرى متابعون لملف العلاقات الثنائية بين موسكو والغرب، أن الأخير قد أشعل حرب طرد الدبلوماسيين ضد موسكو، وباتت علاقاته مع روسيا معقدة ومضطربة، وستتخذ مساراً جديداً يجب على كلا الطرفين الالتفات إليه لتجنب مواجهة عسكرية مباشرة قد تندلع بصورة غير متوقعة.
وأضاف المحللون: الوضع الأمني في أوروبا قد وصل، إلى أدنى مستوياته خلال 3 عقود، وتنفيذ كل من روسيا ودول “ناتو” تدريبات برية وبحرية وجوية في نطاقات قريبة جداً قد تنتج عنها أوضاع عسكرية خطيرة في بعض الأحيان.