أصبحت الجغرافيا والتضاريس من الأمور السهل تغييرها، بفضل مملكة كانت الشمس لا تغيب عنها، ورغم انحسارها إلا أن تلك البقعة الجغرافية التي تقع في زاوية ما على أطراف القارة الأوروبية لا تزال تتكلم بلسان قوة عظمى رغم حالة التبعية التي تعيشها.
ليس ما نشرته صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية من لقطات لتدريبات روسية في سيبيريا على أنها بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، بريئة، وخاصة أنها تأتي في سياق دشنته قبلها شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
الصحيفة البريطانية استخدمت لقطات لقناة “زفيزدا” التلفزيونية مأخوذة من مناورات نفذتها القوات الخاصة للمنطقة العسكرية المركزية في سيبيريا في معرض توضيح الأخبار حول وجود “القوات الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا”.
قناة “زفزدا” لم تهمل الموضوع، رصدت الواقعة، فبعثت إلى الصحيفة مطالبة بإزالة هذه الصور، ولم تتوقف عن هذا الحد بل لفتت انتباه الصحيفة على البعد الجغرافي بين سيبيريا والحدود الأوكرانية. وقالت القناة: نلفت انتباهكم إلى أن هذا حدث على بعد 4300 كيلومتر من الحدود الروسية- الأوكرانية.. مسافة لم تنتبه إليها الصحيفة البريطانية، ربما بسبب تراكم ثلوج سيبيريا!
ما أقدمت عليه الصحيفة البريطانية كان من الممكن أن يمر بلا انتباه باعتباره خطأ مهنياً وهذا قد يحدث لأي صحيفة، لكن الأمر يأتي في سياق هجمة دعائية غربية ربما منسقة ضد روسيا، وهذا ما قد يفسر من الصحيفة على أنه تضليل ممنهج ومخطط له.
شبكة “سي إن إن” الأمريكية سبقتها بالتضليل وعرضت دبابات أوكرانية على أنها روسية، وبثت لقطات تم تصويرها بالقرب من محطة سكة حديد دنيبر الأوكرانية. للدلالة على “استعدادات روسيا للحرب”.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أشارت إلى خطأ قناة “CNN” وكتبت على صفحتها في “فيسبوك”: نفهم أنه ليس لديكم الوقت للتحقق من الحقائق، إذ إنكم تنقبون في الصراع الإيديولوجي من أجل انتصار الليبرالية. زاخاروفا اختصرت ما يحدث، إنها بقايا دعائية وحرب أيديولوجية منذ زمن الحرب الباردة.
“سي إن إن” أزالت من موقعها الإلكتروني صور الدبابات التي جرى تمريرها على أنها روسية. لكن بعد أن أدت الرسالة الملغومة التي أرادتها.
الحرب الدعائية على روسيا ليست جديدة وهي بتصاعد، إذ صرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية في 9 نيسان بأن وسائل الإعلام الأوكرانية تثير هستيريا بشأن التهديد الروسي الخرافي وخطط الاتحاد الروسي “لمهاجمة أوكرانيا يوم الغد تقريباً”.