رأى مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” أن أي دولة بغياب وسائل الإعلام المتمكنة ستضيع حتماً بسبب حماقات حكومتها، وهذا هو بالضبط ما يحدث في الولايات المتحدة اليوم.
وقال المقال: إبان هذا العصر النووي، أصبح العالم كله تحت رحمة حماقات واشنطن، إذ إن الحمقى غير الأكفاء الذين يسمح لهم الرأي العام الأمريكي غير المبالي بحكمه, يعدون الآن فيلماً خيالياً نووياً من خلال وضع صواريخ هجومية على حدود روسيا.
وتابع المقال: وبعد الضغط من وسائل الإعلام المناكفة للرئيس السابق دونالد ترامب التي وصفته بـ”عميل بوتين” و”عميل روسي”، اضطر الرئيس ترامب, وبإجبار من مجمع الصناعات العسكرية الأمريكية, على قبول الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى.
وأضاف المقال: بعد أن تخلصت واشنطن من المعاهدة, تتحدث الآن عن وضع صواريخ على حدود روسيا.
ومن المؤكد أن الغرض الوحيد من هذه الصواريخ هو “ضربة استباقية” أو كما يراها الكرملين كمقدمة لضربة أميركية استباقية، بالرغم من أنه ليس لدى روسيا أيديولوجية معادية أو أي خطط أو تطلعات لغزو الغرب عسكرياً، الأمر الذي يجعل هذه الاتهامات الكاذبة والتسميات المستمرة لواشنطن تبدو وكأنها دعاية تهدف إلى تبرير هجوم على روسيا.
ورأى المقال أن عملاء واشنطن من الحكام الأوروبيين أغبياء ولا يمكن تصديقهم وإذا سمحوا لواشنطن بوضع صواريخ هجومية في بلدانهم, ستكون النتيجة أن جميع المدن الأوروبية والبريطانية الكبرى ستستهدفها روسيا، الأمر الذي ينذر باشتعال حرب نووية، إذ إن الصواريخ الموجهة على الحدود الروسية لا تترك وقتاً لروسيا للتحقيق في إذا ما كان التحذير خطأ.
وأوضح المقال أنه من الغريب كيف هلل المحافظون الجدد لحل معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى من قبل واشنطن، إذ إن خطأ استراتيجياً دراماتيكياً مثل هذا يزيد من فرص الحرب. وبدلاً من ذلك، يجب أن يكون هناك طلب واسع النطاق لإعادة المعاهدة من خبراء السياسة الخارجية. وتكمن المشكلة في أن الغرب لديه دعاية وليس خبراء، إذ إن من يسمون بـ”خبراء بالشأن الروسي”، هم بالحقيقة كارهين للروس, وينطلقون من مبدأ أن كل شيء هو “خطأ روسيا”.
ورأى المقال أن هؤلاء “الخبراء” لم يفكروا في عواقب الضمان الطائش الممنوح لأوكرانيا من الولايات المتحدة بأن أمريكا ستساعدهم إذا جددت أوكرانيا غزوها لدونباس وتدخلت روسيا، وبالرغم من أن روسيا تعرف مدى جنون الحكومة الأوكرانية وهي قلقة بحق من أن يؤدي هذا الأمر إلى هجوم متجدد على الشعب الروسي في دونباس, فقد كان رد الكرملين هو محاولة تفادي هجوم من خلال تسريع القوات العسكرية إلى الحدود مع أوكرانيا.
وختم المقال بالقول: إن دراسات من يسمون أنفسهم بـ”الخبراء الروس” في الولايات المتحدة قد أفسدت بسبب المكاسب. وعلى عكس الحرب الباردة في القرن العشرين، لم يكن هناك أي نقاش متوازن وليس هناك من أحد ليكبح سياسة الولايات المتحدة الاستفزازية والتي من شأنها أن تؤدي إلى الحرب.