(بلين) عطشى .. و(مياه حماة ) غير متفائلة بتحسين الواقع!

لم يجد أهالي قرية بلين التابعة لمنطقة مصياف في محافظة حماة بديلاً عن العودة إلى زراعة أراضيهم والاستعانة بخيراتها لتخفيف التكاليف المعيشة المرتفعة التي لم يعودوا قادرين على تحملها وخاصة أن أغلبية السكان من ذوي الدخل المحدود، لكن هذا الخيار المهم اصطدم بعدم توافر المياه التي قد تحتاجها بعض المزروعات، التي ركنوا لزراعتها قرب بيوتهم ضمن مساحات صغيرة لتأمين مأكلهم كالخضار الأساسية وخاصة في ظل انقطاع الكهرباء المتواصل وسوء التنسيق بين القائمين على وصل المياه، ناهيك عن تقصير البلدية في القيام بواجباتهم اتجاه أهالي القرية.
مأزق قاسي
معاناة سكان قرية بلين مع قلة المياه أجبرتهم على التخلي عن فكرة زراعة أراضيهم بالخضار، ليجدوا أنفسهم أمام مأزق آخر أشد قسوة، والمتمثل بعدم توفر مياه للشرب للكثير من العائلات في القرية، على نحو أجبرهم على شراء صهاريج المياه، التي تجاوز سعر الصهريج الواحد 16 ألف ليرة، وهو أمر لا تستطيع أسر كثيرة على تحمله.
أهالي القرية تحدثوا في شكاويهم لـ”تشرين” عن معاناتهم الشديدة في تأمين مياه الشرب قائلين: القرية أصبحت بلا خدمات .. لا كهرباء ولا مياه، وضع الكهرباء المأساوي بالمقدور تحمله كونه وضعاً عاماً على الجميع، لكن المياه من غير المنطقي عدم تأمينها للقرية وعدم المبادرة إلى حل هذه المشكلة، التي تزيد الوضع المعيشي والخدمي سوءاً”.
وحمّل أهالي القرية عدم إيجاد حلول لهذه المشكلة التي يعانون منها منذ سنوات إلى تقصير بلدية القرية في إيصالها أزمة نقص المياه وغيرها من المشاكل إلى الجهات المعنية في محافظة حماة، في حين يرجع بعض أهالي القرية سبب مشكلة نقص المياه إلى قدم تمديدات شبكة المياه التي تعود إلى عقود مضت، الأمر الذي يفترض العمل على إعادة صيانتها أو بالأحرى تبديلها بغية التمكن من إيصال المياه إلى الأهالي، الذين اضطر بعضهم من أجل إيصال المياه إلى بيته إلى شراء “شفاطات” بأسعار باهظة باعتبار أن المياه قد تتسرب في جوف الأرض من دون التمكن من الوصول إلى البيوت وخاصة في ظل زيادة الكثافة السكانية للقرية خلال السنوات الماضية علماً أنه يفترض أن يوضع بئر المياه الثاني في الخدمة منذ سنوات تماشياً مع حاجة القرية المتزايدة للمياه لكن لحد الآن لم تنفذ الوعود مع أنه رصدت الأموال لهذا الهدف من دون رؤية نتائج حتى الآن.
(المياه) تبشر: لا حلول!
“تشرين” تواصلت مع مدير المؤسسة العامة للمياه في محافظة حماة مطيع العبشي لمعرفة ما تفعله المؤسسة لمعالجة مشكلة المياه في قرية بلين والقرى المجاورة على اعتبار أن نقص المياه تعد مشكلة عامة وليس مقتصرة على قرية معينة .. العبشي عزا سبب مشكلة المياه إلى عدة أسباب وفي مقدمتها انقطاع الكهرباء الطويل بحيث لا تأتي الكهرباء إلا ساعات محدودة باليوم، حيث هناك 21 ساعة انقطاع من دون ضخ للمياه، إضافة إلى عدم وجود مازوت كافي لضخ المياه إلى بيوت القرية، باعتبار أن عمليات الضخ تحتاج أما إلى الكهرباء أو إلى المازوت، وحالياً كلاهما غير متوافر إلا بكميات محدودة غير كافية لضخ المياه كما السابق، مبدياً عدم تفاؤله بتغير هذا الواقع إلا لحين تحسين الظروف القائمة، فالعمل حالياً على قوله يتم وفق الإمكانات المتاحة ولا يمكن لأي شخص عمل أكثر من ذلك مع أنه حسب كلامه يفعل كل ما بوسعه.
وعن وضع بئر المياه الثاني الذي كان أهالي القرية موعودين بوضعه بالخدمة منذ سنوات أكد أن عمليات حفره مرهونة أيضاً بالوضع الحالي، مشيراً إلى أنه تم الإعلان أكثر من مرة عن مناقصة لإجراء عملية حفر هذا البئر لكنه لم يتقدم أحد بسبب تبدلات سعر الصرف بالدرجة الأولى، لافتاً إلى أنه سيتم عرض المناقصة على أحد شركات القطاع العام بغية المساهمة في تسريع إنجاز عملية حفر هذا البئر وهناك وعود في تحقيق هذه الغاية.
ومن الجدير بالذكر أن “تشرين” أجرت قبل ست سنوات تقريراً عن وضع المياه في قرية بلين بعد أن تقدم أهالي القرية بشكوى بهذا الخصوص من دون حدوث أي تغيير يذكر حتى الآن، بل على العكس زاد الوضع سوءاً وخاصة مع انقطاع ساعات الكهرباء الطويلة وقدم قساطل شبكة المياه وزيادة عدد سكان القرية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية