(حطلة) .. عن النقل والزراعة ويد التخديم البلدي الغائبة !!
رغم مرور ثلاث سنوات على تحرير دير الزور من الإرهاب، إلا أن يد مجلس المدينة لم تمتد لتحريك عجلة عملها البلدي في حي حطلة بالريف الشمالي، القرية التي تتبع مركز المحافظة حسب التوصيف الإداري كأحد أكبر أحيائها ، تُقدّر أعداد الأهالي العائدين إليها بقرابة 25 ألف نسمة من أصل أعداد سكانه الـ40 ألفاً .. مدارس تنتظر التأهيل ومقسم هاتف ينتظر التفعيل، أما الطرق محفرة، النقل ووسائله معاناة واستنزاف للجيوب .. حدّث ولاحرج !
(النقل) .. صعوبات وغلاء
بعد استهداف الجسر المدني ( جسر حطلة ) من قبل العدوان الأمريكي وتخريبه ، وقبله الجسر المعلق الذي دمره الإرهابيون، باتت العبّارات النهرية وسيلة أهالي (حطلة) للانتقال إلى مدينتهم دير الزور مركز المحافظة، وهم: طلبة جامعة الفرات والمعاهد ، والموظفون، والعمال، والكسبة، والمتسوقون)، رحلة من الصعوبات لا تنتهي، لا وسائل نقل سوى الملكيات الخاصة، و(ميكرو سرفيس) وحيد مُتعاقد مع جهات خاصة.
عبدالحكيم العيد طالب جامعي إن لم يُسعفه الحظ بالوصول إلى المدينة بوسيلة نقل لأحد أقاربه العاملين في إحدى الجهات الحكومية، فسيضطر إلى أن يستقل دراجة نارية للوصول إلى العبارة النهرية بعد دفعه 1000 ليرة سورية، ليُكمل سعيه مشياً على الأقدام حتى موقف (باصات النقل الداخلي) الموصلة إلى كليته، وإن أراد أن يستقل سيارة أجرة فسيدفع 3 آلاف ليرة حتى موقف (الباصات)، فيما تُشير إسراء الهلال الطالبة بكلية التربية في حديث لـ(تشرين) إلى انعدام (باصات النقل الداخلي) المؤدية للعبارات النهرية، وتخصيص خط نقل إليها يوفر الكثير من المصاريف التي لاقبل لنا بها أمام موجة الغلاء الراهنة.
أغلبية أهالي حطلة كما يُشير رمضان الهميش يقطعون المسافة من العبّارات إلى مركز المدينة مشياً على الأقدام في أجواء الصيف الحارقة، أو في الشتاء البارد، وحال المرضى أمام أوضاع كهذه أشد مأساوية، ومعاناة الفلاحين وتسويق منتجاتهم الزراعية والحيوانية أم معاناة الطلبة والموظفين الحكوميين و(الكسبة) الذين يقصدون المدينة بحثاً عن عمل يسد حاجاتهم، الناس تدفع ضريبة دمار الجسور من قبل طيران الاحتلال الأمريكي والتنظيمات الإرهابية ومامن حلول للتخفيف من معاناتهم ، لافتاً إلى عدم وجود وسائل نقل عامة في منطقته سوى (ميكرو سرفيس) للتعاقدات الخاصة و الدراجات النارية المأجورة.
طُرق مُتآكلة
ثلاثة شوارع تخترق الحي، تآكلت بالكامل، فيما الحُفر تملؤها لتأتي مياه الأمطار وتحولها إلى مستنقعات من الطين ، يؤكد مختار حطلة فاضل الظاهر أن وضع الطرق سيىء للغاية ولم نلحظ أي توجه لمجلس المدينة والجهات المعنية لتعبيدها، إن لم يكن بالمستطاع مد قميص إسفلتي فعلى الأقل ترقيع الحفر على امتداد الطرق، مُضيفاً: حطلة كحي واسع الامتداد وكبير جداً وهو على تماس ومناطق سيطرة ميليشيا (قسد) يحتاج تخديماً بالمستطاع بمخصصات مالية من مجلس المدينة تلحظ الطرق والصرف الصحي بالدرجة الأولى، الحي يضم حويجة صكر والصالحية أيضاً، وهي جغرافية واسعة جداً ولا تزال الأراضي الزراعية والبساتين تُشكل نسبة عالية فيها.
الزراعة تتعكز
يعتمد فلاحو (حطلة) على الري الحكومي بواسطة محركات الجمعيات الفلاحيّة، إضافة إلى ري المُلكيات الخاصة، أُعيد تأهيل الجمعية بمجموعتيها الشرقيّة والغربيّة، غير أن المشكلة، والكلام هنا لرئيس الوحدة الزراعيّة الإرشادية ياسر الأحمد، تكمن في كون تلك المحركات تعتمد في تشغيلها للضخ على التيار الكهربائي الذي يعيش فترات تقنين أضرت بالزراعات الشتوية نوعاً ما، غير أن قرار محافظ دير الزور باستمرار التشغيل ليومين في الأسبوع على مدار الساعة خفف من الآثار السلبية للتقنين ولا حل سوى بتشغيل تلك المحركات على المازوت، مُبيناً أن المساحات المزروعة تتجاوز 10 آلاف دونماً، منها قرابة 8 آلاف دونماً مزروعة بالقمح و 2000 دونم للشعير وبقية المحاصيل الشتوية.
رئيس الوحدة الإرشادية الزراعية أكد أن أكبر العقبات التي تواجهها الزراعة، وتالياً استثمار المزيد من المساحات هي مسألتي السماد ومازوت الري، بالنسبة للسماد جرى توزيع الدفعة الأولى منه وهي غير كافية، فيما لم يتم بعد توزيع الدفعة الثانية، كما أن عدم توفر المازوت أضر بتشغيل المحركات الخاصة التي يعتمدها أصحاب المشاريع في ري حقولهم، لافتاً إلى غلاء أسعار المبيدات وتكلفة الرش التي تُثقل كاهل الفلاح، ناهيك بأجور الحراثة ومستلزماتها.
مدارس تنتظر
مع عودة الحياة بعد تحرير دير الزور من الإرهاب، عاد طلاب المدارس لمقاعدهم في الحي مع تأهيل العديد من المدارس بمختلف المراحل الدراسية حسب تصريح أدلى به لـ(تشرين) رئيس المجمع التربوي في المنطقة عبد الحميد العلاوي ، مُشيراً إلى بقاء 4 مدارس على قائمة الحاجة للتأهيل لاستيعاب أعداد الطلبة المتزايدة، ويوجد أكثر من 12 ألف طالباً وطالبة في مدارس (حطلة)، منهم 7 آلاف في مرحلة التعليم الأساسي الحلقة الأولى، و3500 في حلقته الثانية ، فيما أعداد طلبة المرحلة الثانوية وصلت إلى 1700 طالباً، كما تم افتتاح مدرسة صناعية مهنية اختصاص ميكانيك يداوم فيها الطلبة مساء، وفي جولاتنا على المدارس هناك، اشتكى العديد من المدرسين والمدرسات ممن جاء تعيينهم في الحي المذكور من الكلف المالية التي يتكبدونها للوصول إلى حطلة ، ناهيك بصعوبات النقل، مُتمنين تخصيصهم بـ(سرفيس أوميكرو) من مديرية التربية لتأمين نقلهم ذهاباً وإياباً.
العلاوي أكد استقرار العملية التعليمية في مدارس (حطلة) وعموم الريف الشمالي سواء لجهة الكادر أو الكتاب المدرسي، موضحاً أن الكثير من الطلبة تم تعويض الفاقد التعليمي لديهم، والآن تحتضن مدارسنا دورات التقوية لطلبة شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة وهناك إقبال عليها.
مجلس المدينة يقول
وفي سؤال (تشرين) لرئيس مجلس مدينة دير الزور المهندس رائد منديل عن إغفال المجلس تخديم حي حطلة، أكد أن لا إغفال بالأمر وسيقوم المجلس قريباً بإصلاح مواقع التخريب في مجرور الصرف الصحي وهنالك توجه بانتظار إقراره لإنارة مداخل حطلة بالطاقة الشمسية ، العمل البلدي يحتاج آليات والمجلس يعاني نقصاً كبيراً على هذا الصعيد ، ناهيك باليد العاملة والموارد التي تُغذي المشاريع.
وأخيراً
يحتاج حي حطلة – الذي لايزال في قسم لابأس به مُحافظاً على مساحات زراعية وبساتين كانت مُتنفساً لأهالي دير الزور – التفاتة أكبر من مجلسه البلدي سواء لجهة تنفيذ مسافات أكبر من خط الصرف الصحي الذي لا يُشكل مانُفذ منه 1% من مساحة الحي، ناهيك بالنظافة ومد قميص إسفلتي يغطي طرقاتها.