ارتفاع التكاليف تفرض شروطها على المنشآت السياحية
فرضت موجة الارتفاعات المتتالية التي شهدتها الأسعار مؤخراً نفسها على منشآت الإطعام السياحي في محافظة درعا, ما بات يهدد الكثير منها بالإغلاق نتيجة تدني نسبة الارتياد لها بشكل كبير وغير مسبوق.
وكشف مدير غرفة سياحة المنطقة الجنوبية المهندس عمار الحشيش أنّ نسبة الارتياد في المنشآت السياحية حالياً لا تتجاوز 10%, وهي نسبة متدنية جداً, ولا تكفي لتغطية النفقات التي تتحملها هذه المنشآت في ظل موجة ارتفاع أسعار المواد بشكل عام وأسعار المواد الغذائية خصوصاً، فضلاً عن ارتفاع تكاليف التشغيل من أجور العمالة وأسعار حوامل الطاقة من كهرباء بنزين وغاز إلى جانب ارتفاع تكاليف النقل، واصفاً الوضع بالصعب على أصحاب المنشآت السياحية الذين آثر معظمهم العمل ضمن هذه الظروف بدل الإغلاق على أمل أن تتحسن الظروف.
وبيّن الحشيش أنّ كثيراً من المنشآت باتت تعتمد كلياً على المناسبات الاجتماعية كالأفراح والأتراح وغيرها للتعويض عن تدني نسبة ارتياد المواطن لها، وحتى هذه المناسبات تظل حسب قوله حلاً مؤقتاً وغير مجدٍ على المدى الطويل سواء لجهة اقتصار هذه المناسبات على عدد محدود من المقتدرين مادياً أو لجهة الظروف التي باتت تفرضها جائحة كورونا، وذلك بالرغم من اتخاذ المنشآت السياحية لكل الاشتراطات والإجراءات الاحترازية للتصدي للمرض, من حيث تحقيق التباعد المكاني والتعقيم والنظافة.
وأشار الحشيش إلى أنّ قرار السماح بتقديم الأراكيل في المنشآت السياحية لم يحرك كثيراً من ركود العمل في هذه المنشآت, وخصوصاً أنّ القرار شمل المحلات المكشوفة أو التي فيها فسحات سماوية، لافتاً إلى أن ارتفاع الأسعار فرض شروطه حتى على «نفس الأركيلة».
وأعرب مدير الغرفة عن أمله في أن يتحسن الوضع مع قدوم الموسم السياحي, وأيضاً مع دخول منشآت سياحية جديدة مضمار العمل, ومنها فندق «الوردة البيضاء» في مدينة درعا العائدة ملكيته لوزارة السياحة, وذلك بعد أن أنجزت الوزارة ملحق توازن عقدياً ومحضر تسوية لتتم إعادة تأهيله, وترميم الأضرار التي لحقت به والمجمع التجاري التابع له, وفق أعلى المعايير الدولية وعودته للخدمة في نيسان المقبل، إضافة إلى دخول منشأتي النادي الاجتماعي, ومطعم المدينة نطاق الاستثمار الفعلي بعد انتهاء فترة الاستثمار التجريبي لهما.