قلة المقنن العلفي تعرّض مربي الثروة الحيوانية لاستغلال القطاع الخاص
لم يعد منتجو المادة العلفية ضمن معاملهم هم اللاعبون الأساسيون في ملعب أسعار بيع وشراء المادة، فالمتتبع لسوق الأعلاف سيلحظ أن من يتحكم ببورصة أسعاره هم التجار/ السماسرة/، وللحد من جشعهم بات حرياً بالأجهزة الرقابية – حسبما طالب ويطالب به مربو الثروة الحيوانية في المحافظة – فرملة عجلة الأسعار المتسارعة لما لها من انعكاسات سلبية على مواشيهم.
المقنن العلفي غير كافٍ
زيادة المقنن العلفي لزوم مواشي المربين و توفيره لدى مؤسسة الأعلاف لكونها الداعم الأكبر للمربين، بات يشكل أحد أهم المطالب الأساسية لهم وخاصة ووفق عدد منهم بعد أن أصبحوا فريسة لحيتان القطاع الخاص.
وأضاف المربون: إن الأعلاف المقدمة من مؤسسة الأعلاف لمواشيهم لا تكفي ليومين فقط من جراء عدم قدرة المؤسسة على تأمين حاجة مواشيهم، ولاسيما أن المخصص/٥٠/ كغ من مادة جاهز الأبقار للرأس الواحد كل شهرين, علماً أن حاجة كل رأس شهرياً ٣٠٠ كغ, و تم تخصيص/١٠/ كغ من مادة جاهز الأغنام للرأس الواحد كل دورة علفية والحاجة كل رأس تصل إلى ٤٠٠ كغ كل دورة علفية، طبعاً ما ذكر فتح الأبواب الاستغلالية على مصراعيها أمام التجار والسماسرة، ليصبح سوق الأعلاف في قبضتهم، حيث وصل سعر الطن الواحد من الشعير إلى حوالي مليون ليرة، علماً أن مبيعه من حقل الفلاح موسم عام ٢٠٢٠ كان لا يتجاوز الـ٢٠٠ ألف ليرة، ووصل سعر الطن من مادة جاهز الأبقار والأغنام إلى حوالي مليون و٢٠٠ ألف ليرة لدى السوق السوداء.
وحسب المربين فإن ما زاد الطين بلة وعزز سطوة التجار هو رفض المؤسسة العامة للأعلاف شراء ولو كيلو واحد من الشعير، ما أبقى مستودعات الأعلاف خالية من المادة، الأمر الذي دفع تجار الأزمات لشراء كل إنتاج المزارعين من الشعير عند الحصاد وبالتالي الرمي به في أسواقهم السوداء لتبقى الضحية مربي المواشي.
ويضيف المربون: إن كل ذلك مجتمعاً دفع عدداً كبيراً منهم لتوديع كار تربية المواشي، وخاصة هذا الموسم لكون غلاء المادة العلفية وقلة المقنن العلفي جاءا متزامنين مع قلة المراعي الخضراء من جراء قلة الهاطل المطري.
طبعاً غلاء المادة العلفية لدى القطاع الخاص لم يكن المشكلة الوحيدة التي يعانيها المربون فهناك أيضاً مشكلة أخرى في نوعية الأعلاف السيئة وعدم صلاحيتها للاستهلاك الحيواني في كثير من الأحيان، ما شكّل لديهم هاجساً مقلقاً، ولاسيما أنهم باتوا مرغمين على شرائها لعدم توافرها بالشكل الكافي لدى مؤسسة الأعلاف.
مقترحات مع وقف التنفيذ
تأمين الأعلاف لمواشي المربين بعيداً عن استغلال تجار الأزمات، دفع نقابة الأطباء البيطريين في المحافظة لتسطير جملة من المقترحات إلى الجهات المختصة عن طريق محافظة السويداء والتي أهمها وفق رئيس فرع نقابة الأطباء البيطريين في السويداء – الطبيب البيطري وائل بكري تحول مؤسسة الأعلاف من مؤسسة شرائية إلى وسيط تدير البيع والشراء, ما يقطع الطريق على تجار القطاع الخاص، عدا عن ذلك وهذا الأهم هو بيع المقنن العلفي لمربي الدواجن، وخاصة بعد أن وصل سعر طن الصويا إلى أكثر من مليون ونصف مليون ليرة، إضافة لقيام وزارة الزراعة بتشجيع زراعة المحاصيل العلفية (ذرة ,شعير) على حساب المحاصيل الزراعية غير المجدية.
بدوره قال مدير فرع أعلاف السويداء المهندس وائل الشوفي: يكمن دور مؤسسة الأعلاف في تقديم جزء من الأعلاف للمربين على أن يقوموا هم بتأمين بقية الكمية، لافتاً إلى أن المقنن العلفي يقدم وفق الدورة العلفية، وهي مرة واحدة كل شهرين.
و لم يخف الشوفي وجود ارتفاع ملحوظ بأسعار المادة العلفية لدى القطاع الخاص.