“لا تدع ما تراه حولك يضللك أو يؤثر عليك، فأنت تعيش في عالم يمثل مسرحاً للوهم مليئاً بالطرق المزيفة والقيم المزيفة والمُثل المزيفة؛ لكنك لست جزءاً من ذلك العالم”. (ساي بابا)
في ثورة المعلومات التي نعيشها، يحتاج الإنسان إلى قدر كبير من التمحيص والذكاء في التعامل مع الطوفان الإعلامي والمعلوماتي الذي تغرقنا به وسائل الإعلام المتنوعة، من أجل تمييز الصواب من الخطأ والكذب من الصدق فيها.
ليس سراً القول إن سيلاً من المعلومات يحيط بنا من كل حدب وصوب، والكثير منا لديه حب الاطلاع، والمعرفة والبحث عن الجديد في الأخبار والمعلومات، ووسط سعينا لإشباع هذه الرغبات، فقد تطالعنا أخبار وصور وفيديوهات، قد لا يملك الكثير منّا فراسة لتمييزها وقراءة المراد منها.
ولنعد إلى اللحظات الأولى لبدء الحرب على سورية قبل سنوات وإلى يومنا، حيث استغلت العديد من المواقع الإعلامية المعادية، ولا يزال هذا النهم، وراحت تبث على مدار الساعة أخباراً كاذبة وصوراً ملفقة، بل جندت في سبيل ذلك جيوشاً من الخبراء والمختصين لإحداث التأثير المطلوب ومحاولة النيل من معنويات السوريين وثقتهم بدولتهم ومؤسساتهم.
لن نذكر محطات إعلامية بعينها، فهي كثيرة وبات السوريون على دراية جيدة بها، ورغم افتضاح أمر هذه الوسائل المشبوهة إلا أنها ما انفكت تحاول حتى اللحظة الوصول للجمهور السوري عبر الكذب والتحريض، وقد استغلت كل ما هو متاح تحت أيديها، لكي تبث سمومها.
يقول أحد الخبراء في مجال الإعلام: “كلما واتتني الفرصة كي أشاهد برنامجاً أو اقرأ مقالاً أكون على دراية كاملة ومسبقة بمضمونه، أصدم برؤية كم زيفت الحقيقة، فكل أساليب التضليل والدعاية بكل أنواعها والتعتيم الإعلامي التي كان يستعملها هتلر في زمانه أجدها قد وظفت بعناية في المقال أو البرنامج”.
هذا ما ينطبق على حالنا اليوم مع محطات الفتنة والتحريض التي تعد شريكة بسفك الدم السوري، فكل ما تبثه، وحتى اللحظة ينضح تحريضاً وكذباً وافتراء والهدف شيطنة الدولة السورية ومؤسساتها.
لقد استنفدت الأذرع الإعلامية للإرهابيين من الجزيرة والعربية وغيرهما من الإعلام الغربي جميع أدواتها في التضليل الإعلامي، الذي شكل التمهيد الناري للحرب الإرهابية ضد سورية واستمر طيلة سنوات في السياسة والدين والميدان.
اليوم، فإن تلك الأدوات تعيد الهجوم ضد سورية، لكن إعلامنا الوطني وبما يملك من إمكانات تقنية محدودة استطاع المجابهة، ودحر -غير مرة- تلك الوسائل، وأوقعها أرضاً، وفضح كذبها وخداعها وتضليلها؛ لكن هذه الوسائل المأجورة، حالها كحال تلك العاهرة التي لا يعيرها نعتها بالعاهرة، تمضي في حقدها وحقد القائمين عليها وفي كذبها وافترائها، ما يجب أن يكون واضحاً أننا مقبلون على ما هو أشرس في المعركة الإعلامية، والمهمة لم تنتهِ وتتطلب منا أن نكون على أقصى درجات الحذر والاستعداد للمواجهة، فهي مفتوحة وعلى كل الجبهات.
فليس من المستغرب أن يتم تجديد حملات التضليل والفبركة الإعلامية ضد سورية بعدما فشلت جميع الحملات السابقة وخاصة مسرحيات الكيميائي التي نفذها إرهابيو “الخوذ البيضاء” في التأثير على وعي الشعب السوري وقوته وصموده والذي ساهم إلى حد كبير بانهيار أدوات مخطط العدوان الإرهابية واندحارهم أمام الجيش العربي السوري.