المرأة الفلسطينية وتاريخ النضال ما بين الداخل والشتات
ألقت الإعلامية والشاعرة ابتسام حروب محاضرة اليوم بعنوان المرأة الفلسطينية وتاريخ النضال ما بين الداخل والشتات، في المركز الثقافي العربي (أبو رمانة) بدعوة من مؤسسة القدس الدولية، وبمناسبة يوم المرأة العالمي.
تناولت الشاعرة تاريخ المرأة الفلسطينية منذ بداية العشرينيات، وتأسيس أول اتحاد نسائي، وكيف تحول إلى مشافٍ ميدانية أيام مجزرة دير ياسين، كما أشارت للاستشهاديات المناضلات، وصولاً إلى أحلام التميمي والاعتقالات والأسر، وعرجت على المناضلات السوريات رفاق الدرب والنضال كما سمتهم.
وقالت لـ«تشرين»: نحن لا نقرأ التاريخ لنسقط الواقع عليه، فهذا الأهم ونحن لن نقبل إلا أن نكون حفيدات دلال المغربي وليلى خالد وأمينة جبور، وليتكلم التاريخ عن نفسه.
أضافت الشاعرة حروب: عندما أتحدث عن أم شهيد تحضن عظام ابنها وترفض إلا أن تزغرد وترفع المعنويات وتقول: أفتخر أن ولدي مات شهيداً، بهذه الصورة سننتصر ونعيد الأرض السليبة.
لتختم قائلة: « أتمنى للعمر بقية كي أكتب نصرك سورية».
وقال الدكتور خلف المفتاح رئيس مؤسسة القدس الدولية لـ«تشرين»: المرأة الفلسطينية كانت مقاتلة في الصف الأول بالدفاع عن فلسطين، واستشهدت وتعج الذاكرة الوطنية بالعديد من الأسماء في هذا المجال، وكذلك المرأة السورية التي كانت مقاتلة ومبدعة، وإلى جانب الرجل في البناء والدفاع عن الوطن، سيما في السنوات العشر الماضية، التي واجهت فيها سورية إرهاباً غير مسبوق، وأثبت المرأة السورية أنها زوجة الشهيد وأمه وأخته، فكانت في الصفوف الأولى للمواجهة، لتثبت أنها شريك كامل للرجل، واحتلت المرأة على الدوام في بلاد الشام مواقع متقدمة سياسياً وعلمياً وثقافياً، وبمواقع العمل والإنتاج، وقدمت أنموذجاً في النزاهة والغيرية على الوطن.
أضاف د. خلف: لذلك نكبر في المرأة بهذه المناسبة في عيدها العالمي، أنها كانت دائماً شجاعة وقوية وفاعلة ومؤثرة، ونحيي اليوم أمهات الشهداء اللاتي بذلنا جهداً كبيراً وقدمنا فلذات أكبادهن دفاعاً عن سورية والوطن، المرأة تربي على حب الوطن والإيمان به، وعلى الأخلاق الحميدة، والهوية الثقافية السياسية الحضارية في ساحات النضال كافة، والمواجهة مفتوحة في كل مكان.
وختم د. المفتاح: المرأة الفلسطينية لها دور كبير في الدفاع عن فلسطين والهوية الفلسطينية، وهذا باعتقادي مسألة مهمة جداً، لأن هناك سعي “إسرائيلي” منذ فترة لأجل سرقة الثقافة الفلسطينية ومحو هذه الثقافة، سيما ما يتعلق بالثقافة بشكل عام من حيث اللباس والطعام والملبس واللغة، ولذلك كانت المرأة إلى جانب الرجل متمسكة بالهوية وبالأرض.
وعقب الدكتور صابر فلحوط رئيس اللجنة الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني على محاضرة الشاعرة حروب بالقول: أثرتي الغافي من الذكريات، قبل أكثر من 60 عاماً التقينا في القدس، وكنا في رحلة جامعية، وكان الكبار من إخوتنا الفلسطينيين محسن أبو ميزر والشهيد كمال ناصر، وعدد آخر من الأدباء، وتبادلنا الأحاديث وقامت أخت لنا بإلقاء شعر أثارنا، كما أثارت كوامن أنفسنا المناضلة ابتسام، فحولت المحاضرة إلى بيرق عز وراية انتصار ودعوة إلى الجهاد والكفاح والعمل من أجل فلسطين، ويومها قلت:
شدي يديك على الزناد
وثبتيها يا أبية
وتعلمي ربط الضماد
فربما كنت الضحية
أنا إن قضيت فداء للبلاد
فألف شكر للمنية
حولي سوارك خنجراً
كفي قلب الخطية
الماس ولى عهده
فتزيني بالبندقية
وقالت الدكتورة الطبيبة العميد هالة بلال لـ«تشرين»: نحن والنساء الفلسطينيات نضالنا واحد، ونعتبر حالنا في فلسطين وسورية شعب واحد في بلدين، وأخذنا على عاتقنا أرث القائد الخالد المؤسس حافظ الأسد أن فلسطين بوصلتنا، وسرنا على هذا النهج مع السيد الرئيس بشار الأسد، ولن نشعر بالراحة إلا بتحرير كامل تراب فلسطين، وهذا جزء من مسيرتنا فهم إخوة لنا ومسيرتنا واحدة في مواجهة المحتلين، لتحقيق تحرير كامل التراب المحتل.
تصوير: عبد الرحمن صقر