سوق الخبز مشرّع في اللاذقية.. والربطتان بـ١٥٠٠ ليرة على عيون الرقابة
تتصدر أزمة الخبز مجدداً قائمة المعاناة اليومية في مدينة اللاذقية، من حيث تعلم أو لا تعلم الجهات المعنية في المحافظة، فسعر ربطتي الخبز المؤلفة من ١٤ رغيفاً وصل إلى ١٥٠٠ ليرة أمام مخبز غزال في حي الصليبة، في حين تباع الربطة ٧ أرغفة بـ٥٠٠ ليرة أمام مخبز تشرين.
حالة انزعاج شديد بين المواطنين المتجمعين أمام منافذ البيع في مخبز غزال، إذ أعربوا لـ(تشرين) عن معاناتهم من الوقوف لساعات للظفر بربطة خبز، وأحياناً دون الظفر ولو برغيف واحد بعد أن يتذرع العاملون في المخبز بأنه حدث عطل طارئ ولم يعد بالإمكان بيع الخبز.
وأكد المواطنون أن هناك نسوة ورجالاً متعاملين مع عمال داخل المخبز، يحصلون على الخبز من الداخل ويقومون ببيعه أمام المخبز بسعر ١٥٠٠ لربطتين بكيس واحد “١٤ رغيفاً”، وأحياناً بـ٢٠٠٠ ليرة، عندما يكون الازدحام شديداً.
وخلال وجود (تشرين) أمام مخبز غزال، كانت فتاة صغيرة، وامرأة، ورجل، يقومون ببيع الخبز بسعر ١٥٠٠ ليرة للربطتين (١٤ رغيفاً) من دون مجادلة في السعر الذي اتفقوا فيما بينهم على توحيده منعاً للمضاربة في سوق الخبز الذي شرّع أبوابه على عين دوريات حماية المستهلك.
وتساءل المواطنون عن دور مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك من الاتجار بالخبز وبيع الربطة بأضعاف سعرها الحقيقي، ناهيك عن التجاوزات الحاصلة في مخبز غزال وتشرين وغيرهما من المخابز.
وقال أحد المواطنين: نسمع يومياً أن المديرية ضبطت معملاً مخالفاً هنا ومنشأة هناك، وسطرت العديد من الضبوط التموينية بحق متلاعبين، فلماذا لم نرَ ضبوطاً تموينية وإجراءات صارمة بحق المتلاعبين بالخبز بوصفه الخط الأحمر والقوت الأساسي للمواطن؟ .
أمام مخبز تشرين، واقع الحال يعيد إنتاج المعاناة ذاتها من الازدحام الشديد، وظاهرة بيع الخبز أمام المخبز، إذ تباع الربطة الواحدة (٧ أرغفة) بـ٥٠٠ ليرة.
وقال عدد من المواطنين: كل يوم المعاناة نفسها بالوقوف ساعات على الدور حتى نتمكن من الحصول على مخصصاتنا من الخبز، وأحياناً يقولون لنا لا يمكننا أخذ كامل مخصصاتنا لعدم توفر الكميات اللازمة، فإذا كان يحق لنا ٣ أو ٤ ربطات يكتفون بإعطائنا ربطتين فقط.
إلى أكشاك بيع الخبز، تختلف الهموم لكن المعاناة واحدة، إذ اشتكى عدد من أهالي حي المشروع التاسع من أن العاملة تفتح الكشك يومياً ساعتين من دون تحديد الساعتين حتى يتمكن الأهالي من ضبط حضورهم للكشك بالتزامن مع مجيء العاملة، ما يجعل الأهالي مجبرين على الانتظار لساعات طويلة حتى تأتي وأحياناً يذهب انتظارهم من دون جدوى.
إلى حي المنتزه، تجاوزت معاناة الأهالي الخبز وساعات الانتظار الطويلة إلى اضطرارهم للوقوف بجانب حاويات القمامة الموجودة بمحاذاة الكشك وتنفس الروائح الكريهة المنبعثة في المكان، مطالبين بنقل الكشك من مكانه أو نقل الحاويات.
بدوره، قال مدير فرع السورية للمخابز في اللاذقية المهندس سعيد عيسى لـ (تشرين): الازدحام أمام المخابز طبيعي وضمن الحدود الطبيعية، خاصة أنه يتزامن مع بداية الأسبوع, حيث يكون عدد كبير من المواطنين في قراهم وقد عادوا إلى المدينة, ما يسبب ضغطاً على المخابز، مشيراً إلى تراجع حدة الازدحام خلال منتصف الأسبوع.
ولفت عيسى إلى أن قمع ظاهرة الاتجار بالخبز أمام المخابز من مهمة مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
وفيما يتعلق بأكشاك بيع الخبز، أكد عيسى أنه سيتم التنسيق مع مدير المخبز لمعرفة وضع الكشك في حي المشروع التاسع، ومعالجة الشكوى الواردة من الأهالي. وبالنسبة لكشك حي المنتزه فإنه تم وضع الكشك بناء على طلب المختار ولجنة الحي، فهم من حددوا المكان وتعهدوا بأن يتم ترحيل القمامة يومياً حيث لا يشتكي أحد منها، مبيناً أنه سيتواصل مع رئيس مجلس مدينة اللاذقية لنقل حاويتي القمامة من جانب كشك بيع الخبز إلى مكان آخر.
وأشار عيسى إلى أنه سيتم قريباً ترميم خطوط الإنتاج في مخبز دمسرخو الذي يمثل العمود الفقري ضمن المدينة، ومن شأنه أن يخفف كثيراً من الضغط الحاصل على أفرانها.
من جهته، قال رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس أحمد زاهر لـ(تشرين): ظاهرة بيع الخبز أمام المخابز ممنوعة، وتقوم دوريات حماية المستهلك بالتعامل مع أي شخص يبيع الخبز من خلال سوقه موجوداُ إلى القضاء، مشيراً إلى أنه تم تنظيم أكثر من ٢٠ ضبطاً خلال الأشهر الثلاثة الماضية بحق متاجرين بمادة الخبز.
وأضاف زاهر: المشكلة التي تواجهنا عدا عن هروب هؤلاء الأشخاص عند مشاهدتهم دوريات حماية المستهلك والشرطة، أن أغلبيتهم أطفال دون السن القانوني ولا يملكون هويات، ونسوة متقدمات في العمر.
وبدوره، أعاد زاهر رمي كرة الاتهام في مرمى فرع المخابز باعتبار أن مخبزي غزال وتشرين من المخابز العامة، مشيراً إلى إمكانية اتخاذ “المخابز” لإجراءات صارمة بحق مشرف أي مخبز يثبت تعامل عمال من داخله مع من يبيع الخبز في الخارج.