يحاول النظام السعودي جاهداً، وبشتى الوسائل تحقيق مكاسب ميدانية في معركة مأرب، لتحسين أوضاعه على الأرض, قبل التفاوض لوقف العدوان الظالم على الشعب اليمني.
وإلى جانب المعركة العسكرية، يستخدم هذا النظام أسلحته المفضلة في التحريض المذهبي واللعب على التباينات المناطقية؛ وهو أسلوب دائماً ما يلجأ إليه عند الفشل الميداني, إذ تستنفر الرياض أجهزتها المختلفة لتحريض القبائل على قتال الجيش اليمني واللجان الشعبية، كما يسخر الأمراء وكبار الضباط السعوديين علاقاتهم التاريخية مع زعماء القبائل اليمنية في الاتجاه نفسه، مهددين إياهم بقصف بيوتهم إن لم يمتثلوا لأوامرهم.
إضافة إلى ذلك يقوم مرتزقة العدوان باستخدام مئات الأسر من المدنيين والنازحين في مخيمي النزوح غرب مأرب، كدروع بشرية, لمنع تقدم الجيش اليمني نحو مدينة مأرب وقد بات على مشارفها بعد سيطرته على منطقة البلق التي تبعد سبعة كيلومترات عن المدينة.
ورداً على استمرار الحصار المستمر لتحالف العدوان على الشعب اليمني، وقيام جهات يمنية مرتبطة بالنظام السعودي، بإفشال مساعي التسوية السياسية, بدأت جماعة “أنصار الله” معركة تحرير مدينة مأرب، المعقل الغني بالنفط والغاز، وسط اهتمام دولي بنتائج المعركة.
وفي ظل اشتداد المعارك في مأرب واقتراب الجيش اليمني من تحرير المدينة، دعا المتحدث باسم جماعة “أنصار الله” محمد عبد السلام، إلى اتخاذ خطوات عملية لإيقاف الحرب في اليمن، مشيراً إلى أن الموقف الأمريكي، لم يتجاوز حدود الكلام ولم يحقق أي تقدم على الأرض.
وقال عبد السلام: إن دول العدوان تتحمل كامل المسؤولية عما حل باليمن من كوارث، مضيفاً: العدوان حصل بتحالف خارجي، وإن الحصار مفروض بالإمكانيات الأمريكية، وإن الخيار العسكري فرض علينا، لكننا مستمرون حتى الانتصار.
ولفت إلى أن الخيارات السلمية الحقيقية هي إيقاف العدوان لا إطالة أمده، وقوى العدوان تريد إبقاء الحرب لا إنهاءها, رغم سقوطها إنسانياً, وفشلها سياسياً وعسكرياً، مؤكداً أنه لا يحق التحدث بالإنسانية لمن استهدف مخيمات النازحين والأسواق والأعراس والمساجد والأطفال والموانئ والمستشفيات ويحاصر الملايين ويدعم العدوان سياسياً وعسكرياً.
محللون سياسيون قالوا: إن تفاقم الصراع في اليمن خلال الأسابيع الأخيرة، يشير إلى أن الأطراف المتصارعة تسعى لتحسين أوضاعهم الميدانية وتحقيق مكاسب على الأرض قبل أي محادثات, مضيفين: إن المطالبات الأخيرة والمتعددة بإنهاء الحرب, ليس محاولة لإيقاف نزيف الدم في اليمن, أو لإنهاء معاناة الشعب اليمني، وإنما محاولة لإخراج دول تحالف العدوان من المأزق الكبير الذي وصلوا إليه، بعد أن سقطوا إنسانياً, وفشلوا سياسياً وعسكرياً.