بمناسبة اليوم العالمي لسرطان الأطفال.. (أليسار) تتبنى معالجة 9 مصابين

يزرعون البسمة على وجوههم .. والمحبة والثقة في عيونهم، ويمدون لهم جسور الحياة مجدداً على طريق الشفاء التام للأطفال الذين يعانون من مرض السرطان.
مؤسسة أليسار لرعاية ومعالجة أطفال السرطان، المعنية في هذا الجانب، من خلال تبنيها معالجة تسعة من الأطفال المصابين بالسرطان أقامت فعالية شكراً من القلب اليوم في المركز الثقافي الروسي برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وبمناسبة اليوم العالمي لسرطان الأطفال، تركز على برنامج معالجة الطفل المصاب بالسرطان، والدعم النفسي والاجتماعي، وتسكين الألم لدى مرض السرطان، والوقاية منه، إضافة لبرنامجي التغذية والبحث العلمي.
وتهدف لتأمين العلاج والدواء المجاني، وتأهيل الأطفال المصابين بالسرطان بعد الشفاء ودمجهم في المجتمع، وتأمين الدعم الاجتماعي لأهل الطفل من خلال أطباء مختصين، وتأمين تغذية للطفل المصاب من خلال تأمين سلل غذائية وبناء مركز علاج وأبحاث بخبرات علمية.
ولذلك توجه رئيس مجلس الأمناء علي دياب في افتتاح الفعالية بالتحية للجميع بالقول شكراً من القلب لكل المتطوعين مشيراً لأهمية الفعالية والحرص من القائمين عليها والمساندين والداعمين لها لتكون على ساحة الوطن كافة لترسم البسمة على وجوه الأطفال.
وشهدت الفعالية عرضاً مسرحياً للأطفال المصابين وتكريماً لعدد من الجهات الرسمية والداعمة للمؤسسة.
“تشرين” التي تابعت الفعالية التقت عدداً من الحضور والأهالي الذين عبروا عن أهمية ذلك رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن، فأكد الدكتور نبوغ العوا أهمية البعد الإنساني من خلال محبة الناس للوطن وإيمانهم بأن سورية ستعود كما كانت، ولذلك يضحون وينقلون الطاقة الإيجابية للآخرين من المرضى والمحتاجين، وهذا نصف الطريق للعلاج والبناء والإعمار، فتحية لكل من يساهم ولو نفسياً وبأي شيء قابل لإعمار سورية وإنقاذ الناس، وأشكر مؤسسة إليسار لاهتمامها بأطفال السرطان، وبالتعاون مع كل الأوساط لنحافظ على صحة الأطفال ونساعد في شفائهم، لأن الأطفال هم مستقبل سورية وهم الذين سيكملون المسيرة بصحة وتفاؤل.
أضافت نقيب صيادلة دمشق د. عليا الأسد: نحن السوريين معروفون بأن بابنا مفتوح للغريب فكيف لأبناء الوطن، وبالذات في هذا الجانب الإنساني المهم للأطفال، ومفروض علينا جميعاً أن نمد جسور المحبة والتواصل للوطن وأولاد الوطن.
نائب رئيس مجلس الأمناء د. سمير بركات قال: نحن مؤسسة على كامل الأرض السورية قاطبة.. نحن اليوم في دمشق وريفها، وغداً في حمص وحماة وحلب والساحل والمناطق الشرقية والجنوبية، ونتمنى لأطفالنا الشفاء العاجل، ونتوجه من خلال منبركم بالتحية والتقدير لكل الجهود التي كانت ولا تزال معنا منذ الخطوات الأولى لعملنا وبالأخص السيدة أسماء الأسد الحريصة على تقديم كل العون لمعالجة أطفال السرطان.
وقالت الاختصاصية النفسية الدكتورة غنى نجاتي من الفريق التطوعي للمؤسسة: عملنا يتركز على الأنشطة التربوية لتفريغ التوتر والشحنات الانفعالية السلبية التي ترافق مرض السرطان للأطفال، فالعلاج ليكون متكاملاً، ينبغي أن يكون العلاج النفسي مترافقاً مع العلاج الدوائي والجراحي والأشعة، كونه رديفاً لتلك الجوانب، ولا بد من أن يكون هناك شخص مختص يحرص على شرح تلك المشاعر السلبية التي يشعر به المصابون بالمرض لتقديم النصح للجميع، وخاصة تجاه شعورهم مثلاً بفقدان الأحبة، والتوتر العالي الذي يشعرهم بالغربة النفسية، وبعدم الانتماء للمجتمع وبالحزن والغضب.
تضيف د . نجاتي: من هذا الباب نركز في الأنشطة الترفيهية على الأهداف النفسية لإعادة الثقة للطفل بنفسه، ومساعدته على التعايش والتكيف الناجم عن واقع السرطان الذي يعيشه، وتالياً تفريغ الشحنات السلبية لديه بالخوف من المستقبل أو عودة المرض وربما العدوانية.
وتكون هذه الأنشطة مدروسة سيكولوجياً وتربوياً ولا تكون عشوائية، ويطبقها فريقنا التطوعي، كما نقدم للأهالي جلسات دعم جماعي عن طريق العلاج المعرفي السلوكي، من خلال جمعهم سوية وتأمين بيئة سيكولوجية آمنة يتحدثون فيها عن مشاعرهم بكل حرية، ويتبادلون خبراتهم، مع جلسات استرخاء ويوغا تساعدهم للوصول إلى حالة الاتزان الداخلي والصفاء الروحي، الذي يكون لهم سنداً لمواجهة التحديات للسرطان.
وأضافت: حين نقدم الدعم الاجتماعي والأسري فنساهم في رفع عدد الكريات البيض ونزيد من الخلايا التائية واللمفاوية لتتحسن مناعة الطفل النفسية، وعندها سترتفع أوتوماتيكياً مناعته العضوية، ويتقبل جسمه العلاج بشكل أكبر وكذلك الجرعة، كما تكون حالة النكوس أقل ما يمكن.

وقالت الدكتورة غادة سوسان: لدي قناعة أكيدة أن العلاج الطبي يتكامل مع العلاج النفسي وكذلك العلاج المجتمعي ولكل دوره في هذا المجال بدءاً من الأسرة ومروراً في المجتمع، وأحرص على الدوام بالقول: “فرحولي الأطفال”، وقبيل مشاركة الدكتورة غنى في المعالجة كنت أحرص على اللعب مع الأطفال بعد إنجاز المهام الموكلة لي.
بدورها المكرمة أمل محاسن السيدة المعروفة في ميدان العمل التطوعي تحدثت عن أهمية العمل التطوعي وحرص أبناء سورية على هذا العمل وخاصة عند جيل الشباب، وكيف أصبح مزروعاً في داخلهم من خلال حماسهم الذي نراه على أكثر من صعيد وكم المبادرات التي تطلق هنا وهناك، لتؤكد محبتهم للوطن وأهمية هذا الجانب الإنساني في حياة الناس، فالوطن غال، ولنضع أيدينا مع بعض لتعزيز مفهوم المواطنة عند أجيالنا في كل زمان ومكان.
وقالت الشابة هاجر كنج وهي في مرحلة المراقبة كل شهرين مرة بعد مرحلة الشفاء: الآن أشعر بالسعادة لأنني أقدم الهدايا والفرح لغيري من الأطفال الذين تتم معالجتهم، وكنت مريضة وأحمد الله أنني تعافيت وفي مرحلة المراقبة.
وقالت أم هاجر: شكراً للجهود المبذولة من مؤسسة أليسار التي تقدم الراحة للطفل وللأهالي أيضاً، من خلال الجلسات التي يقومون بها، فنشعر أننا انتقلنا من بيوتنا إلى عائلتنا الأكبر، والبداية موفقة وجيدة.
ورأت أم الطفل صالح زين الدين من معضمية الشام أن البداية موفقة ووجهت الشكر للدكاترة والمشرفين الذين يقدمون المساعدة على أكثر من صعيد. ومؤكدة على المعاملة الحسنة والحلوة التي تشعر الطفل وأهله كأنهم في بيوتهم، ولذلك حين يأتي الأطفال من الجلسات يشعرون بالراحة والحماسة في الإقبال على العلاج.
أضافت السيدة فاتن الهابط جدة الطفل محمد حسان وهبة : كل الشكر للقائمين على المؤسسة لأنهم رسموا البسمة على وجوه أطفالنا.
وقال الطفل محمد حسام وهبة: ألعب مع الأطفال وأنا مسرور بما وصلت له وأشكر كل من أوصلني لهذه المرحلة من العلاج.
وقالت والدته السيدة فاديا: يشعر ابني بالراحة الكبيرة حين تكون هناك جلسة في الجمعية وقد تحسنت نفسيته كثيراً، وأصبح يوم الحضور إلى الجمعية عنده مقدساً ينتظره بفارغ الصبر.
المتطوعة غزل عياش من الفريق التطوعي لمؤسسة أليسار أكدت أنها تعيش حالة التطوع منذ أربع سنوات مع أطفال السرطان من منطلق شعورها أنهم أصبحوا جزءاً منها، وهي مستعدة لتقوم بأي شيء من أجلهم، ليخرجوا من أجواء المرض الذي يعيشونه والحزن الذي يرافقهم في لحظات معينة، مضيفة: تعلقت بهم وانسجمت معهم ولا أستطيع مغادرتهم وأحرص على رسم الضحكة على وجوههم واعتبر من أولوياتي القيام بذلك، وباختصار: ( أهم شي عندي الولد يضحك).

ت: يوسف بدوي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار