الاقتصاد العالمي بين محكمة الغربان ولسعة العقرب ..!

تؤكد الوقائع الاقتصادية أن الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة ينتقل من أزمة لأخرى، وتنعكس هذه الأزمات على الدول والشعوب الفقيرة أكثر من غيرها، وتكمن أهم أسباب ذلك في الإرهاب الاقتصادي الأمريكي والأوروبي على شعوب العالم, واستنزاف وتدمير ثرواته في ظل غياب دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ونتمنى أن تكون قرارات هذا المجلس الأممي عادلة كعدالة قرارات «محكمة الغربان» القائمة على قوانين العدالة الفطرية التي وضعها الله سبحانه وتعالى وبعيدة عن غدر العقارب ولسعاتها السامة، إذ تعقد «محكمة الغربان» عند مخالفة أي غراب للنظام المعتمد بينها, ولكل جريمة عقابها الخاص, ومنها:
1- جريمة اغتصاب طعام الفراخ الصغار: وتكون العقوبة بأن تقوم جماعة من الغربان, وبأمر من أعضاء المحكمة بنتف ريش الغراب المعتدي حتى يصبح عاجزاً عن الطيران كالأفراخ الصغيرة التي اعتدى عليها فهل هناك أوضح من اعتداء الإرهابيين على معيشة السوريين وخاصة الأطفال.
2- جريمة اغتصاب العش أو هدمه: تكتفي محكمة الغربان بإلزام المعتدي ببناء عش جديد لصاحب العش المعتدى عليه، فهل هناك اعتداء أوضح من تدمير بيوت السوريين من قبل المجرمين وداعميهم والإرهاب الاقتصادي ضد سورية .
3- جريمة الاعتداء على أنثى غراب آخر: وهي أشد العقوبات وتقوم الغربان بضرب الغراب المعتدي بمناقيرها حتى الموت، ومن ثم يقوم أحد الغربان الأقوياء بحمله بمنقاره, ويحفر له قبراً يتناسب مع حجمه ثم يهيل عليه التراب احتراماً لحرمة الموت، فكم من السوريين الذين هجّرتهم العصابات الإرهابية, وتم الاعتداء عليهم في الخارج ؟!.
وتعقد محاكمة الغربان وفقاً لأصول وإجراءات محددة بدقة، حيث يتم إحضار الغراب المتهم إلى أرض زراعية واسعة وبحراسة مشددة, وينكس رأسه ويخفض جناحيه ويبدأ النعيق اعترافاً بذنبه، ومن ثم تجتمع هيئة المحكمة, وتصدر قرارها المناسب، لكن من جهة ثانية وفي عالم الطبيعة يوجد غدر العقارب، هذه الكائنات التي تعيش بين الجحور وتحت الحجارة والصخور, وبين النفايات والبيوت المهجورة، وتعتمد على الذبذبات الصوتية والاهتزازات لمعرفة اتجاه فريستها ولدغتها سامة وفي بعض الأحيان قاتلة.
ولإنقاذ الاقتصاد العالمي بشكل عام, والسوري بشكل خاص من أزمته المتجسدة بالإرهاب الاقتصادي الأمريكي والعمل الإرهابي على اقتصادنا, والذي سبّب تراجع أغلبية معدلات النمو الاقتصادية والمجتمعية ومنها رؤوس المربع الاقتصادي وهي: «تراجع معدل النمو ومتوسط الدخل الحقيقي, وزيادة معدل البطالة والإعالة والتضخم» فهل نتعظ من محكمة الغربان وعدالتها أو من حياة العقرب بأن لا نهمل أرضنا ومعاملنا وبيوتنا ؟!، ونحوّل الصخر إلى تراب, ونضع المخلفات في أماكنها الخاصة، وخاصة بعد أن تبين لنا كثرة العقارب المختبئة بيننا والتي تتغذى على مواردنا, وإذا تركت ستتغذى على أجسامنا، أم سنعتمد «محكمة الغربان» التي لا تقبل التسويف والنقض، فالاقتصاد العالمي واقتصادنا ستتحدد معالمه وقريباً, إما بعدالة غربانية أو بلسعة عقربية – أجارنا الله وإياكم منها – والمستقبل لا يرحم الضعفاء!.. وكما يقال: «إنّ العدالة دون قوة عاجزة والقوة من دون عدالة طاغية».

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار