القرار والمحتوى والتوقيت

مثلما لكل قرار ظرف ومسبب وسبب معين كذلك يلعب التوقيت دوراً مهماً وقد يكون الأهم.
فإن جاء في ظل الظروف المؤاتية والتي تجعله مقبولاً وعلاجاً أو بلسماً وذا فوائد جمة سينعكس على البيئة المحيطة وهذا يتناسب مع أخذه بالتوقيت المناسب, فمثلاً ازدياد الفجوة بين الدخول وحجم المبلغ المطلوب لتأمين الحاجات والخدمات الضرورية يتطلب ردم هذه الفجوة عبر تغيير الأسعار بما يحقق السعر العادل الموازن بين المواطن والمنتج والوطن, وأي تأخير في هذه المعادلة سيكون القرار غير محقق للفوائد التي كانت منتظرة ولو جاءت بالتوقيت أو زيادات في الدخول إن كانت بطرق غير عامة ومرئية عبر التعويضات والتحفيزات أو عبر منحات دورية متتالية أو زيادة في الأجور، وهذه التي تصبح أقل جدوى نفسية وعلاجية كلما تأخرت, وطالما لا يمكن ضبط الأسعار والتي ترتفع بلا ضوابط, فأي زيادة في الأجور تأتي متلازمة مع إنقاص للقدرة الشرائية مادام تواتر رفع الأسعار لا يقابل بمثيله لكتلة الدخول, وهكذا تكمن الحكمة والعقلانية والكفاءة لمتخذي القرار وصوابيته بقراءة صحيحة للظروف القائمة ووضع الخيارات العديدة لعلاجه وأخذ الخيار الأقوم والأكفأ والأكثر صوابية, وملازمة هذه القرارات بتوقيتها المناسب المجدي البناء.
وكذلك الأمر بالنسبة للنقد والذي يجب أن يكون نقداً موضوعياً بنّاء فاعلاً, وهذا ما يتحقق عندما يكون في التوقيت المناسب ووسط معرفة دقيقة صحيحة ناجمة عن قراءة دقيقة لجعله ذا فائدة بنّاءة وموجهة وأداة للتصحيح وهذا يتعلق بالظرف وبالناقد وبالتوقيت وكلما اكتملت الشروط الصحية للنقد صعبت الحجج والتبريرات لمن يحاول كمّ الأقلام والأفواه ومنع أي رأي لا يناسب مصالحه و يقوّض تجاوزاته وفساده وتخبطاته.
وأهم المعايير هي الوطن وظرفه في التوقيت الذي يقيم به الفعل.
وعدم مراعاة التوقيت والظروف القائمة ستجعل نتائجه وتقبله عكسياً كمن يرمي الزيت على النار وكثر من يستغلون الظروف لتمرير أمور تؤخذ من مجهر الانتهازية واللاوطنية وتكون ذات نتائج سلبية.
وهكذا نجد أن التوقيت من أهم معايير تقييم الأفعال والقرارات وطالما هناك ما نجده منها غير صحيح وغير وطني وفي الظروف الطبيعية لا يكون تقييمنا مماثلاً.
وفي أي حال يبقى الوطن والمواطن ومصلحتهما البوصلة الحقيقية لتقييم أي سياسة أو قرار أو فعل و تبقى العدالة وتحقيقها واجب و مسبار الحكم.
ورغم الظروف القاسية التي يعانيها الوطن والمواطن لظروف استثنائية تداخلت فيها الموضوعية مع الذاتية فإن التوقيت المناسب لانبثاق النور ودحض الظلمة لم يعد بعيداً وكلما ازدادت الظلمة قرب وقت تشعشع النور.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
في ذكرى تأسيس وزارة الثقافة الـ 66.. انطلاق أيام الثقافة السورية "الثقافة رسالة حياة" على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا