العودة للأعشاب..!
تأمين الدواء قبل لقمة الخبز اليومية بشكل دوري لوالدتي المريضة , هو هاجسي وهاجس كل أسرة لديها مريض وخاصة في هذه الظروف الصعبة تقول أم فادي، وتضيف : يجب علينا في بعض الأحيان حذف كثير من احتياجاتنا اليومية على أهميتها, واستبدالها بالأدوية لأن هذا الأمر يتعلق بحياة أو موت أشخاص , مضيفة: لكن ارتفاع الأسعار يجعل الناس تعيد حساباتها حتى حدّ ( التقتير ) ففي كل مرة نجد أسعار الأدوية تتضاعف أضعافاً عدة كأدوية مرضى السكري والضغط وقصور القلب, ناهيك عن أسعار المتممات الغذائية التي يحتاجها الصغار والكبار .
فالسمة التي تتسم بها علاقة الصيدلاني بالمريض أقرب إلى عقلية (الدكّنجي) ,أي أشبه بعلاقة التاجر مع الزبون هدفها الربح, وهذا لا يحتاج إلى أدلة فالواقع مملوء بالشواهد وإن حدث وسأل المريض عن أسباب الارتفاع فإن الصيدلي سيرمقك بنظرة استنكار قائلاً: كأنك تعيش في عالم آخر….!
لم يتوقف الأمر هنا فالدواء كباقي احتياجاتنا اليومية يخضع للارتفاع الفلكي للأسعار, وتختلف أحياناً من صيدلية لأخرى أو من منطقة لأخرى حتى إن البعض يشطب على التسعيرة السابقة ويضع سعراً جديداً , وهنا يحق لنا أن نتساءل : إذا كانت أسعار الأدوية لا تتأثر بسعر الصرف, وإنما يتم تحديد سعرها من قبل وزارة الصحة بعد دراسة وافية للتكلفة الحقيقية وتحديد هامش الربح ، لكن ما نلمسه على أرض الواقع يؤكد عكس ذلك إذاً لماذا تحلّق عالياً .؟!.
بموازاة ذلك نجد المبادرة الوحيدة التي كسرت هذا المشهد وهي مبادرة حمص الخيرية لأطباء تبرعوا بدفع أثمان الوصفات للصيادلة تحت اسم (عمل خيري ) .. والسؤال: أين هي مبادرات المجتمع الأهلي من هذه الأوجاع.. وأين هي بصماتهم؟
والأهم هل صرخة وأنين المرضى تصل للجهات المعنية لتضع آليات جديدة لمراقبة الالتزام بالأسعار, وتشديد العقوبات الرادعة بحق المخالفين أو حتى إيجاد آلية جديدة لمنع التلاعب بالأسعار وبالتالي تخفيف الضغط عن الناس، والذين بات سعر ظرف (السيتامول) يشكل عبئاً مادياً ونفسياً عليهم , أو الاتجاه للعطارين ومحلات بيع الأعشاب لأنها الأرخص ثمناً !!