هل تتحقق رغبة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي بسحب الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب من شعره ورميه خارج البيت الأبيض؟ أمنية كررتها بيلوسي أكثر من مرة نتيجة لتصرفات ترامب غير المنضبطة وجنون سياساته الداخلية والخارجية.
سؤال من مئات الأسئلة التي يطرحها المراقبون حول العالم بل يتمنونها لأن جنون ترامب وجشعه وآثامه لم يقتصر تأثيرها السلبي على الأمريكيين وإنما شمل دول العالم والمؤسسات والمنظمات والعلاقات والقوانين الدولية ووضعت البشرية على حافة الهاوية، لدرجة أن الجميع لم يعد يحتمل بقاء ترامب حتى نهاية ولايته في العشرين من الشهر الجاري بل يتخوفون من قرارات ربع الساعة الأخيرة التي يمكن أن تورط أمريكا والعالم بما لا تحمد عقباه.
إن سحب ترامب من شعره ورميه خارج البيت الأبيض أمنية قد لا تتحقق لكنها تحسب للسيدة بيلوسي التي فضحت شخصية ترامب وسياسات إدارته لكن ذلك لا يفيد شعوب العالم بأي شيء لأن القضية ليست شخصية ولن تنهي تاريخ الاستهتار الأمريكي بحقوق الشعوب أو تضمد جراح الذين اكتووا بالمغامرات العسكرية الأمريكية ولن تعيد الأموال والخيرات التي تم نهبها أمريكياً عبر العقود الماضية ولن تعوض الشعوب التي عانت وتعاني من الفقر والجوع والمرض نتيجة العقوبات الجائرة وغير القانونية وبالتالي فإن ما نراه الآن من مشاهد (للديمقراطية) الأمريكية وعملية انتهاكها بتحريض من ترامب وأعمال الشغب والضحايا الذين سقطوا إثر اقتحام الكونغرس قبل أيام هي مجرد مهاترات داخلية أمريكية قد لا تعني شيئاً إذا لم تتبعها تغيرات جوهرية في الإستراتيجية الأمريكية والسياسات الخارجية لأن رغبات شعوب العالم تتشابه مع رغبة بيلوسي في إخراج القوات الأمريكية خارج بلدانهم ليس بشدهم من شعرهم وإنما بزلزلة الأرض من تحت أقدامهم إذا لم ينسحبوا احتراماً لرغبة الشعوب وتطبيقاً للقانون الدولي في إنهاء الوجود العسكري الأمريكي القسري في بلدانهم.
إن أحداً لا يتمنى استمرار الفوضى التي يراها الآن في أمريكا، وعلى من يرغبون في إنهائها من إدارة جو بايدن القادمة أن يعالجوا الفوضى التي أشعلوها في منطقتنا أو أن يكونوا شركاء إيجابيين في إنهائها.