“تكتك” الأزمة
بين غير مصدق لما يراه وآخر ينظر إليه باستهزاء نجد “التكتك” يشق طريقه بين السيارات المتهالكة غير آبه بثرثرات العامة التي تتحدث عن سيارات بالغة الفخامة وصلت أسعارها لمئات ملايين الليرات ودفع ثمنها أشخاص لم يرق لمسامعهم شعارات “ليرتنا عزنا” وحملات دعم الليرة السورية من خلال وضع المدخرات في البنوك العامة ورصيد المكوث الذي تم وأده وهو وليد لأسباب تتعلق بعدم قدرة البنوك على الإيفاء بوعوده، وغيرها من الشعارات التي لم توقف زحف التضخم وما خلفته جحافله وأمراؤه من فقر شديد على عامة الناس وخاصة أولئك المنصتين لتصريحات المعنيين في الشأن الاقتصادي ولثقتهم أن كل ما يصدر عن المؤسسات الحكومية صحيح في المطلق وواجب التحقق ولو بعد حين .
لا يزال “التكتك” يسير مزهوا عبر زحام الشوارع المكتظة بمختلف أنواع السيارات وخاصة تلك التي تم تجميعها محلياً في المدن الصناعية ولا يزال سعرها باهظاً لأسباب تتعلق بشرخ بين دخل المواطن الضئيل وأسعار السيارات الخيالية مقارنة بتكلفتها .
يصل “التكتك” إلى مبتغاه في الوقت الذي قررت فيه إيران إنتاج سيارة “أوكسجين” الصديقة للبيئة وهذه بإمكانها قطع مسافة 220 كيلومتراً في كل مرة شحن وتصل سرعتها إلى 85 كيلومتراً وبعمر بطارية يقدر بثماني سنوات وفي الوقت نفسه تكون الصين قد أنتجت السيارة الكهربائية رخيصة الثمن وفقاً لعملتنا الوطنية قبل عشر سنوات إلى الوراء وقبل أن يتدخل جهابذة الاقتصاد في إيجاد حلول مشكلاتها العالقة ، ولن نتحدث عن طلبة سوريين أنتجوا مثلها في الخارج بتكلفة أقل كان يمكن لو استثمرنا أفكارهم أن يقف “التكتك” بلا حراك ما تبقى له من عمر افتراضي .
esmaeelabdulh@gmail.com