مصطلح “مخدرات” إلكترونية هو ليس مصطلحاً حديثاً بل هو مصطلح قديم و لكن يتم تداوله بكثرة هذه الفترة و في جميع المجالات، النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية و المعيشية.. هذا المصطلح له علاقة بالدعاية الإعلامية و قدرة تعاطيها و تفاعلها مع الرأي العام، و ما جعل هذا المصطلح يطفو كثيراً على السطح خلال السنوات القليلة الماضية هو انفجار الثورة المعلوماتية ( السوشال ميديا ) و التي جعلت أي معلومة على الكرة الأرضية تصل خلال ثوانٍ معدودة إلى أي إنسان على هذه الكرة.. و “المخدرات” الإلكترونية تأتي بعد تكرار المعلومة و تداولها بشكل كبير جداً كأن تسمع أغنية صباحاً و مساءً .. و في كل الأوقات فترى لسانك و عقلك الباطني يكررها بشكل مستمر حتى عندما تصحو من نومك ترى عقلك الباطني و لسانك يكرران هذه الأغنية.. و ما ينطبق على الأغاني ينطبق على الشعر و ينطبق على الكثير من العبارات و الأمور الاقتصادية التي يمتصها العقل الباطني و يجعل منها معلومة مؤكدة و صحيحة و هي قد تكون بعيدة كل البعد عن صحتها أو حقيقتها، و ما ينطبق على الأغاني و الشعر ينطبق على الاقتصاد من خلال تكرار معلومات عن الاقتصاد السوري و عدم قدرته على مواكبة الحياة المعيشية للمواطنين و تكرار هذه المعلومات بشكل مستمر و على كافة الصعد يجعل المواطنين يعتقدون أن كل ما يتم تداوله بوسائل التواصل الاجتماعي و الإعلام المعادي و غير المعادي هو صحيح والحقيقة تقول إن سورية تتعرض لحرب إرهابية و لحصارات متتالية جائرة تجعل من اقتصادها غير قادر على مواكبة الحياة المعيشية للمواطنين .. بينما سورية هي أرض فيها الكثير من الخيرات الاقتصادية و المواقع الاستثمارية على جميع الصعد و يستطيع مواطنوها أن يبدؤوا من جديد بإعادة بناء اقتصادهم في ظل هذه الظروف و الحرب من خلال عدة قطاعات زراعية و صناعية و حرفية و سياحية و على جميع الصعد و لكن “المخدرات” الإلكترونية التي تبثها “السوشال ميديا” و الإعلام الغربي تجعل شريحة واسعة من المواطنين يعتقدون بما تبثه هذه الوسائل و يستكينون لهذه المعلومات دون أن يحركوا ساكناً معتقدين بأنهم لن يقدموا أو يغيروا شيئاً إلى الواقع الذي نعيشه و نمر به.. و لكن الحقيقة تقول إننا بحاجة إلى تضافر الجهود و استنفار كل الطاقات و استثمار كل الموارد على الأقل حتى نتجاوز هذه الأزمة الاقتصادية و كل ما ذكرته صعب و لكنه ليس مستحيلا..ً و دمتم .