نكتة التباعد المكاني لم تعد تضحك أحداً!.. فحتى الآن وبرغم كل الإجراءات الاحترازية لا يزال الكثيرون يفضلون التعاضد والتلاحم، خاصة أمام الأفران ومراكز الغاز وعند الكازيات وأماكن توزيع المعونة، هذا الغرام البشري مرتبط على الأرجح بمبدأ يقول إن الاجتماع قوة والجماعة أكثر قدرة على مواجهة «كورونا» من الفرد المنعزل والأعزل الذي لا حول له ولا قوة!.. هكذا «خربطنا» حسابات «كورونا»، ولم يعد هذا الفيروس يعرف كيف سيتعامل معنا!.
.. من طرائف الوقاية في هذا الوقت، جلوس طفل أمام إحدى المؤسسات ليبيع أمامها الكمامات للمراجعين الداخلين ومن ثم إعادة شرائها منهم عند الخروج بنصف السعر بهدف بيعها لمراجعين آخرين يهمّون بالدخول.. وهكذا دواليك، يظهر الفيروس وقد أصيب بالصدمة من هذه الظاهرة التي لم تصادفه البتة طوال تاريخه المملوء بحصد الضحايا من كل لون وعمر بلا تفريق بين كبير أو صغير أو «مقمّط في السرير»!.
الطرائف «الكورونية» دفعت الأقرباء لتهنئة (أبي عبدو) ومعانقته بعد أن أكد الطبيب أنه غير مصاب بهذا المرض «الحقير»، لكن بعد ساعات ظهرت نتيجة المسحة لتقع مثل الصاعقة على رؤوس «الحنونين»: التحليل إيجابي!.
«لابس الكمامة» في باصات مهاجرين ـ صناعة، يظهر كأنه قادم من كوكب آخر، فالركاب يحدقون به باستغراب مستهزئين بخفة عقله وجبنه أمام فيروس لا يُرى بالعين المجردة وربما يكون كذبة وصلتنا من دوائر الاستعمار والإمبريالية!.. (لابس الكمامة) يستحي على دمه وينزع تلك القطعة السوداء عن وجهه، ثم يضع رأسه بين الرؤوس ويقول: «أكتر من القرد ما مسخ الله»!.
يقول الأطباء إن «كورونا» تكفيه طرفة واحدة أو بالأحرى خطأ واحد، ومن بعده يبدأ الضرب على «المليان».. (عرفتوا كيف)؟.