لعنة الانتظار!!

حالة من الانتظار والترقب يعيشها الناس بعد أن شهدت السنوات العشر من عمر الإرهاب على سورية كل أنواع وألوان وأشكال الخراب والدمار لمختلف قطاعات الدولة المنتجة, زاد عليها حصار اقتصادي غربي أحادي الجانب جائر, ويضاف إلى ذلك فشل بعض إدارات ومؤسسات الدولة في إدارة وتدوير المتاح من الموارد -على قلتها- ما ساهم في خلق العديد من الأزمات المعيشية الخانقة, والملاحظ أن الحالة العامة والإدارة الحكومية تعيش حالة من الخواء والعصف الإبداعي لاجتراح الحلول وكمن يدور في حلقة مفرغة دفعت الناس للوقوف في حالة انتظار, وفي «طوابير» سعياً وراء لقمة العيش.. هذه الحالة من الانتظار تركت العمال والحرفيين الذين يخرجون للعمل ورزقهم على الله على قارعة الطريق ينتظرون لقمة عيش محتملة في ظل غلاء يستعر كل لحظة على يد بعض من تجار امتهنوا اللعب بمقدرات البلد…هذا الخواء ترك الناس في حالة «ترقب ..ذهول..خوف..قلق من الآتي الأعظم» في ظل غياب الحلول والمرجعيات القادرة على تدوير العجلة والنهوض بالمؤسسات والمنشآت ودفع الناس للعمل
بالتأكيد إن الجميع معني بالحل, وحتى المواطن عليه ألا يترك نفسه في حالة انتظار دائمة, وللخروج من حالة انتظاره, عليه أن يتجاوزها بالاعتماد على الذات والبدء بمشروعه الصغير والانطلاق ولو حتى من تربية الطيور الداجنة في منزله وزراعة ماتيسر له من مساحات ممكنة واستغلالها و زراعة الأسطح لتوفير ما أمكن من حاجاته الغذائية, وفي المقابل على الجهات المعنية تأمين البذار ومستلزمات العمل وتحريض الناس على الخروج من تحت «عباءتها وحمايتها الأبوية» بعد أن أصبحت غير قادرة على أن تطعم كل الناس وأن تشغل الجميع تحت مسمى «البطالة المقنعة والدور الإيجابي», ولنعترف أننا في حصار خانق بالعمل على استقطاب الكفاءات وتشجيعها ومنحها القروض للانطلاق بمشاريع صغيرة مولدة للدخل ..وبدل أن ينتظر المهندسون الخريجون الوظيفة العامة كما غيرهم من الخريجين الشباب عليهم الخروج من حالة الانتظار الدائمة التي وضعتهم بها خطط التنمية المستدامة والمستديمة للجهات المخططة المعنية التي انتهت بالناس الى حالات الانتظار بـ«طوابير» وبدل أن نلعن الحصار ونجعله شماعة للتقصير, علينا أن نستغله بالاعتماد على الذات, فما حك جلدك إلا ظفرك, أرادوا لك أن تكون في حالة انتظار وجمود, فما عليك سوى العمل للخروج من هذا الطوق الذي فرض عليك ولاتنتظر من أحد أن ينتشلك من حالة الانتظار, وأن يصنع حياتك

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار