السوق السوداء للـ(كورونا) (تسوّد الوجه).. فالبشر الذين يبحثون عن الخبر الأبيض عبر المؤسسات الرسمية، باتوا يعرفون سلفاً أن رفع المعنويات والارتجال بالبيانات والاستهتار بصحة الناس، أصبح مثل الضحك على اللحى، فالجميع يعرف من المحيطين به عدد المصابين والمرضى وإمكانات انتشار العدوى بين المواطنين المشغولين حتى اللحظة بتحصيل لقمة العيش تحت ضغط القرارات الخاطئة التي فاقمت الازدحام أمام الأفران بدلاً من تخفيف الازدحام، وهذا الأمر ينطبق على المواد الاستهلاكية والمواصلات وجميع تفاصيل الحياة الأخرى، كأن هناك من يداوي الكورونا بالتي كانت هي الداء، وهذا الأمر لا يبدو مفهوماً من معظم الإدارات التي لا تنسق مع بعضها ,كما أسلفنا مراراً وتكراراً, ولم نجد آذاناً صاغية تولي حدثنا ولو بعضاً من العناية والإصغاء, بل كان التطنيش هو سيد الموقف وهو ما ينذر بتدهور الأوضاع الصحية أكثر إذا ما بقي الأمر على هذا المنوال
إذا كانت المدارس ستفتح في العاشر من آب للفئة (ب) وللطلاب النظاميين في الأول من أيلول، فلنا أن نتخيل حجم الكوارث المنتظرة على الطريق بسبب انتشار العدوى بشكل رهيب بين الطلاب والكادر التعليمي، مثلما حدث سابقاً مع الكادر الطبي الذي يفترض أن يبقى محصناً ومدعوماً بالمعدات لأنه الضامن الأكيد للوضع الصحي في البلد بشكل عام..!. لا أحد يعرف حقيقة ما هو سبب القطيعة بين الأطباء السوريين الذين ينشرون المناشدات عبر وسائط التواصل الاجتماعي حول الوضع الصحي الخطير الذي يحدق بنا، وكان آخرها مناشدات عميد كلية الطب الذي دق ناقوس الخطر حول الرقم الحقيقي لعدد الإصابات بالوباء ودق ناقوس الخطر أمام وزارة الصحة التي تقدم أرقامها البيضاء كأنها تعيش بالعسل بينما ما يجري على أرض الواقع هو أمرّ من العلقم بكثير
تحتاج الحكومة اليوم إلى التقاط الأنفاس ووقفة سريعة مع الواقع من دون شعارات أو تسويفات أو محاولة لرشّ البهارات على الموت.. وبالمختصر المفيد: قولوا للناس ماذا يجري بالضبط وماذا أعددتم للأهوال التي نراها بأمّ العين بسبب انتشار هذا الفيروس الخطير.. وإن كنتم لا تعلمون ماذا يحدث فتلك مصيبة، وإن كنتم تدرون ولا تتعاملون بشفافية ووضوح، فالمصيبة أعظم أيها السادة… (عرفتوا كيف؟).