مع اقتراب الانتخابات النيابية لاختيار (الممثلين) في مجلس الشعب، وفي سباق انتخابي غير (محموم) ولا مفهوم؛ وقفت مرشحة بنظارات سوداء فاحمة، وبلباس لا يتسع للجسد إلا باستخدام (الكرته) وكعب (التك), كان المريدون يصفقون ويهتفون ويلوحون بأيدهم لـ (الحلم) البرلماني، لكنها كانت مشغولة بترتيب الأحرف والكلمات تنمقها حتى (تدخل) بسلاسة إلى آذان الحاضرين الذين لم يسمعوا كلمة واحدة.
وفي سباق موازٍ، وقف المرشح الوسيم بكامل قيافته محاولاً استلهام عبارات (الجذب) لمريدات تجمّعن أمامه في محاولة منه لاستمالتهن وكسب أصواتهن وأصوات أزواجهن وعشاقهن.. أيضاً لم يصل صوته إلى مسامعهن فقد ضاع بين التصفيق والصفير، والنواح والحسرة.
وفي السباقين وبسبب الضجيج والتصفيق ولأن أحداً لا يسمعهما، فقد أطنب المرشحان في مديح الجماهير الناخبة على وعيها ووجودها بكثرة في ساحات السباق، وبالغا في الوعود التي لم يسمعها أحد، ولن ينفذها أحد (دبس وطحين) كما يقولون.
في مثل هذه (السباقات) اللقاءات تبنى المستشفيات وتجهز، تزفت كل الطرقات وتزال (المطبات) وتصدر القوانين، وتفتح مؤسسات الدولة أبوابها أمام جيش المتعطلين عن العمل بأصوات مبالغ بنبرتها وبحركات المتحمس, يهدأ الجمهور فيصمت الجميع حتى المتكلم يصمت حتى لا يسمع وعوده أحد و لكيلا تسجل عليه أنه قطع وعداً.
وصل دور الكهرباء؛ أقسما على إلغاء التقنين، وتخفيض أسعار الطاقة، ومحاسبة الوزير، وإن اضطرا فسوف يحجبان الثقة عنه ويسائلانه أيضاً.
بعد قليل اختفت أصوات (مضخمات) الصوت، ولم يبقَ إلا أصوات المحتشدين ( وين الصوت ) كصالات السينما حينها أدركا أنه صار وقت التقنين.. تفرق الحشدان يندبان حظيهما، لأن المرشحين لم يكملا وعودهما الانتخابية بسبب تعطل المضخمات عن العمل فقد اكتشف كل منهما أنه ظاهرة صوتية، فهو غير قادر على إسماع الناخبين صوته، فكيف أن تسمعه وزارة الكهرباء, ولأن التعب والإعياء نالا من الجميع فقد غطوا في نوم عميق بانتظار أربعة أعوام قادمة..!!؟