الآن عرفنا ما هو الاختصاص الحقيقي والخفي لوزارة النفط؛ إذ ما عليك أخي المواطن إلا أن تحاول التسجيل لشراء جرّة غاز جديدة فيأتيك الجواب كما لو أن والدتك أو عمّتك أو خالتك هي من “ينقّ” فوق رأسك: “عليكَ أن تتزوج بالأول وأن تجلبَ معك دفتر عائلة حديث حصراً (إصدار 2019-2020) لكي تستلم جرّتك بيمينك”… فيما زوجتك على يسارك تشكرك على هذه الرجولة المزدوجة وكيف أنك أنقذت حياتكما المشتركة بهمّة الأبطال وخطفتها هي والجرّة من “تمّ السبع”.
وبعد عدة محاولات – قمنا بها أنا وزميلي أبا الورد- للتأثير على المعني في الدائرة المختصة رجعنا بالخيبة لكن مع مجموعة أحاديث طريفة للسلوى والتسلية. إذ قال لي: لا بدّ لك – وأنت الأعزب- من أن تقوم بالحيلة التي كانت معلمات الصفّ المفروزات إلى المناطق الشرقية والشمالية من سورية أيام زمان ليستطعن عبرها العودة إلى محافظاتهنّ والعمل فيها. بأن تُقدِمَ إحداهن على عقد زواج وهميّ من ابن عمها أو ابن خالها وهكذا تلتحق به في مكان عمله وتنهي رحلة عذابها بعيداً عن أهلها. لذلك ما عليك إلا أن تتزوج يا مسكين أو أنْ تعقد زواجاً وهمياً بالاتفاق مع إحدى الصديقات فتضرب عصفورين بطلب واحد: زوجة وجرّة.
أو عليك يا أخي المواطن أن تفعل ما كانت مضيفات الطيران يفعلنه. إذ كانت تُمنَعُ من الطيران من تَتزوّج. لذلك كنَّ يقُمن بتزوير شهادة طلاق من أزواجهن الذين يفرحون فرحاً وهمياً مزدوجاً؛ فقد أصبحوا مطلّقين وأحراراً من جهة، ومتزوجين فرحين من جهة ثانية.
يعني بالمختصر يا إخوتي في هذه الزمن العاطل عليكم أن تتحايلوا وتزوّروا وتلجؤوا إلى الكذب على حالكم وعلى المعنيين وعلى العالم فقط لتحصلوا على جرّة غاز جديدة أنتم في حاجة لها بالتأكيد.
لكن يا خوفي – قلتُ لزميلي- يا خوفي بعد كل هذا العذاب أن أحضُنَ الجرّة… و”تفقع” فيني الزوجة… فنصبح على ما فعلنا نادمين.