تنبؤات واقعية
بعد أن أصبح التنجيم والتنبؤ بعلم الفلك والغيبيات عمل من لاعمل له .. وأصبح كل متخصص يطل علينا من منبر معين وهو يهيم في عوالم من الخيال ليوزع الآمال الفارغة على متابعيه كل حسب برجه ، من تنبؤ بمستقبل واعد أو بانفراج مادي أو توافق عاطفي أو زواج ومشروعات قادمة تدرّ أرباحاً طائلة وغيرها من بضائع الوهم التي لم تعد تنفع في يومنا هذا .. ويستمرون في بناء قصور من الوهم على رمال الحقيقة التي تجرفنا كل يوم معها بقوة رياح تغيّر معها كل شيء بدءاً من الأسعار التي باتت تشتعل كالنار في الهشيم و لارادع لمشعليها ، وليس انتهاءً بتغير بعض نفوس البشر الذين يستبيحون كل شيء لإشباع نهمهم لإثراء على حساب مواطن تعثرت به سبل الحياة وضاقت في وجهه الدنيا بأكملها وغيرها الكثير من القيم التي تغيرت وغيرت معها نفوس البعض فلم يعد يعنيهم كسر الخواطر بشيء .
وبما أنه (ماحدا أحسن من حدا ) فلنتنبأ كغيرنا – ليس من زاوية تشاؤمية – وإنما وفق مجريات حياتنا اليومية فقد بتنا نخاف أن يطل علينا أسوأ من سابقه , فلم تعد الانفراجات المالية مهما عظم شأنها تُفرح وتكفي لسد متطلبات الحياة اليومية ، ولم يعد أحد يتجرأ على طرح فكرة ارتباط وتكوين عائلة لأنه لم تعد لدى أغلبية الشباب القدرة على مصاريف الزواج وتبعاته وشراء منزل أو حتى استئجاره والإيفاء بمتطلبات الأسرة
فمن الحمل والثور والجدي التي كاد الناس ينسون شكلها بعد أن باتت لحومها محرمة عليهم لغلاء أسعارها من قبل سلسلة من الحيتان المتحكمين الذين يبتلعون كل ما يصادفهم .. إلى السرطان الذي أمست صفات بعض الفاسدين أخطر من اسمه بعد أن تغلغلوا في جميع مفاصل حياتنا ليرجحوا كفة الميزان لمصلحة إتراع جيوبهم على حساب مواطن معترّ “طاف” دلوه ولم يعد يحتمل أكثر من ذلك . وإلى باقي المواليد فعسى أن تصوب القوس باتجاه الفاسدين والمستغلين ليصيب سهمها كل من يتلاعب بقوت المواطن ويعبث بمقدرات البلد لننعم بغد أفضل .