الصمت أو الترجل !!
حال الكثيرين منا كمن ينظر إلى النار ويكتوي بلهيبها وكأنه في جحيم، لا يمكنه الهروب منها ولسانه أصيب بخرس من هول ما يحدث.. فوضى الأسعار وقفزاتها البهلوانية أفقدت الناس نظرهم بوهجها الحارق الذي غطى موجات الحر غير المسبوقة في هذه الأيام من السنة نتيجة اشتعال الدولار الذي يحرق الأخضر واليابس ويكسر كل الحسابات ويقلب الطاولة على كل السياسات الاقتصادية المتبعة
ماذا يحدث، وكيف حدث ذلك؟؟
يبدو أن لا أحد من المعنيين قادراً على الإجابة أو حتى فعل شيء لوقف ملهاة الدولار وانعكاساتها المتسارعة في سحق ما تبقى من دخول أو قوت بين أيدي الناس.. وهل تقنع عاقلاً تبريرات حاكم المصرف المركزي وما ساقه حول قفزات سعر الصرف الجنونية؟!
ماذا سنكتب وعن ماذا سنكتب وكيف سنبرر ونقنع الآخرين إذا كنا كغيرنا ممن يكتوون بالسياسات الاقتصادية للحكومة التي لم تعد تطعم المواطن حتى الهواء؟:..
والمؤسف حقاً أن الجميع يلتزم الصمت ولا إجراءات رادعة قادرة على ضبط ما يحدث، وعن أي سياسات اقتصادية ودعم تتحدثون بينما سعر الصرف وطيرانه يضرب بكل السياسات ويكسر كل الحواجز في ظل رقابة خانعة وتبريرات وحجج واهية لم تعد تقنع رضيعاً بينما التضخم يحرق أحلام الناس بأدنى مقومات العيش؟!.
أوقفوا تدهور الليرة بعيداً عن التنظير والكلام المنمق فلم يبقَ شيء ليأكله المواطن؟
وإنّ صمتكم يا سادة حيال ما يجري يقتل لكنه أفضل من هروبكم للأمام بتصريحات متسلحة بكورونا بعد الإرهاب والحصار الاقتصادي الجائر.
ونحن نسأل:ماذا فعلتم لتجاوزه أوليس من واجباتكم المسؤولة ابتكار واجتراح الحلول؟
تفسيركم للماء بعد الجهد بالماء ليس شأنكم فمن ليست لديه المقدرة على ذلك فليترجل أو يصمت ويريح الناس من مبرراته الواهية.