(حبة تحت اللسان)!
مع اقتراب أيام عيد الفطر (السعيد ) ,الذي حوله بعض تجارنا (الأفاضل ) إلى مناسبة لكسر الخواطر , لتستعر الأسعار يوماً بعد يوم , حتى وصلت إلى مستوى لم تعد تحتمله طاقة أو يصدقه عقل ,حيث الغلاء استنفد صبر المواطن وصادرأولئك التجار أحلامه في أبسط مستلزمات العيد ,و بات الأغلبية من المواطنين مضطرين لتهميش ملابس العيد لأطفالهم باعتبارها أصبحت من الكماليات التي تستنزف مخصصات المعيشة الأخرى و مضطرين أيضاً لإلغاء حلويات العيد من حساباتهم بعد أن وصلت أسعارها هي الأخرى إلى مستويات خيالية تلتهم دخلهم فيما لو تجرؤوا وأقدموا على شرائها .والقائمة تطول وتطول.. وسط صمت رهيب من الجهات التي يفترض وجودها حماية المستهلك . فلم تعد تقنع المواطن بضعة ضبوط هنا أوهناك تنظم بحق بعض أصحاب المحال الصغيرة ليكونوا كبش فداء ويُغض النظر عن بعض التجار الكبار الذين هم في الأساس أصل البلاء , فقط لأنهم قادرون على إرضاء البعض من موظفي تلك الجهات وإكرامهم بما يجعلهم يغضون الطرف , على مبدأ المثل القائل ( طعمي الفم ..بتستحي العين ).
حصار وحرب سنوات عشر مرت علينا وشهدنا فيها أسوأ الظروف وبقي المواطن صامداً و لم يصل بنا المستوى إلى ما نحن عليه اليوم !
وهنا صار لزاماً على الجهات المعنية رفع الغطاء عن الفاسدين مهما كانت تسمياتهم , الذين أوصلوا حال البلد والمواطنين إلى ما هم عليه اليوم من تراجع في أسباب العيش والعجز عن تأمين أدنى احتياجاتهم وتدهور الوضع الاقتصادي لأن الغرامات والعقوبات التي تفرض بحق بعض المخالفين وعلى ما يبدو قاصرة , لم ولن تردع الفاسدين والمتلاعبين بلقمة عيش المواطن ومقدرات البلد و لم تعد تغني أو تسمن من جوع, لذلك فإن الحاجة ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى لاجتثاث الفساد أينما وجد وتجفيف منابعه ليتم تلقائياً تجفيف الروافد .
وكفى بالجهات المعنية أن ترمي الكرة في ملعب المواطن وتنشر أرقام هواتفها لتقديم شكواه, فأصحاب المحال يعرضون أسعار بضاعتهم على واجهات محالهم و(على عينها) من دون خوف منها ولا رحمة بالمواطنين .
إن من يريد أن يؤدي واجبه فعلاً لا يحتاج دعوة للقيام به, ولكن على ما يبدو أنه كتب على المواطن أن يبقى صابراً ويحتاط من المفاجآت القادمة بـ(حبة تحت اللسان)…. ؟!