ثلاثية الحرية والحاكم والإدارة

الحرية:

اليوم نحن في سوريا المحررة والموحدة أبناء اليوم سننظر الى المستقبل دون الالتفات لعذابات الماضي..ومن حقنا ومن حقنا  جميعًا أن نتمتع بخيرات هذا الوطن.. ومن واجبنا جميعا المشاركة في بنائه ونهضته !!!
وأول ما يجب على أصحاب الحق وقد عرفوه.. أن يفتحوا عيون الآخرين على ضوئه.. وألا يجعلوه عليهم حكرا وألا يحرموا من نفعه أحدا.. فالكثير من الخوف والقلق والترقب يعيشه البعض اليوم بعد التحرير.. نجدهم ممن يغلب الوهم على أفكارهم من تصحيح الموازين بعد سنوات خرابها تذهب بهم أفكارهم ان الإدارة بالقيم والأخلاق قد تعني الإقصاء والتطرف والبغي..وقد يكون للبعض عذر.. انهم لا يعرفون إلا ما تم تصديره زورا وكذبا  من قبل من صنعوا الفوبيا الاسلاموية والخوف  الذي أنتجته الأنظمة العالمية وعملت على تكريسه وفرضه.. كحقائق… كتكريس الهنود الحمر وهم أهل حضارة وإنسانية كمتوحشين يحملون الفؤوس لقطع الرؤوس..
من هنا يجب ان نبدأ من البحث عن الحقيقة.. عن العلم الصحيح والمعلومة الموثقة ..والابتعاد عن الوهم المريح..الإدارة بالأخلاق والقيم هي أسلوب حياة وليس تصيد عيوب.. المأساة في مجتمعنا كبيرة من فقر وبطالة وبنية تحتية مهدمة وعيش صعب يفتقد أدنى المقومات ولا سيما الطاقة والخدمات الأساسية.. واليوم يتحتم على الجميع الاهتمام بالشان العام وتلبية مصالح الناس وقد ظلموا والاهتمام بتلبية احتياجاتهم وهذه الحضارة التي ننشدها من الإدارة بالأخلاق والقيم..
لا نريد ان نجامل.. لكن كما نرى ونسمع فالإدارة الجديدة وكل أعضاؤها يعملون دون النظر إلى الوراء وينظرون إلى مستقبل الدولة السورية بكل أطيافها على اساس المحبة والغيرة والحوار والصبر.. مؤكدين أن ما دمر خلال عقود لا يمكن بناؤه بجهود فردية وإنما بمشاركة الجميع.. وان التعاون بين المجتمع السوري بكافة الوانه حضارة وتالق تثمر تالقا وازدهارا وتنمية بأعلى الدرجات..
ولعلنا نجد لنا تجارب قيمية ارتقت بشعوبها عبر الإدارة بالأخلاق كالتجربة الإندونيسية والماليزية ..وكم وكم طربنا ونحن نستمع لمهاتير محمد من دمشق وهو يتحدث عن إدارة الدولة بالأخلاق
وماتزال وصاياه  تتردد على مسامع الأشهاد..
مؤكدا ضرورة توجيه الجهود والطاقات إلى الملفات الحقيقية وهي: الفقر والبطالة والجوع والجهل… لأن الانشغال  ومحاولة الهيمنة على المجتمع وفرض أجندات ووصايا ثقافية وفكرية عليه لن يقود إلا إلى مزيد من الاحتقان والتنازع..!!
فالناس مع الجوع والفقر لا يمكنك أن تطلب منهم بناء الوعي ونشر الثقافة..!!!
يقول مهاتير محمد قائد نهضة ماليزيا والذي كان خير قدوة للحاكم العالم المسلم : نحن المسلمين صرفنا أوقاتا وجهوداً كبيرة في مصارعة طواحين الهواء عبر الدخول في معارك تاريخية مثل الصراع بين السنة والشيعة وغيرها من المعارك القديمة..!!
نحن، في ماليزيا، بلد متعدد الأعراق والأديان والثقافات، وقعنا في حرب أهلية، ضربت بعمق أمن واستقرار المجتمع..!!!!
فخلال هذه الاضطرابات والقلاقل لم نستطع أن نضع لبنة فوق اختها..!!
فالتنمية في المجتمعات لا تتم إلا إذا حل الأمن والسلام….
فكان لزاماً علينا الدخول في حوار مفتوح مع كل المكونات الوطنية، دون استثناء لأحد، والاتفاق على تقديم تنازلات متبادلة من قبل الجميع لكي نتمكن من توطين الإستقرار والتنمية في البلد….
وقد نجحنا في ذلك من خلال تبني خطة 2020 لبناء ماليزيا الجديدة.
وتحركنا قدما في تحويل ماليزيا إلى بلد صناعي كبير، قادر على المنافسة في السوق العالمية، بفضل التعايش والتسامح….

وحول  قيادة المجتمعات المسلمة، والحركة بها للأمام، يرى مهاتير محمد من تجربته في إدارة ماليزيا : ينبغي أن لا يخضع  المجتمع لهيمنة  فتاوى  ..!!!
فالمجتمعات المسلمة، عندما رضخت لبعض الفتاوى والتصورات الفقهية، التي لا تتناسب مع حركة تقدم  التاريخ،  أصيبت  بالتخلف والجهل..!!!
فالعديد من الفقهاء حرموا على الناس استخدام التليفزيون والمذياع، وركوب الدراجات، وشرب القهوة بل
وجرموا تجارب عباس بن فرناس للطيران..!!!!
– وقال مهاتير:
إن كلام العديد من الفقهاء، “بأن  علوم الدين كافية لتحقيق النهوض والتقدم قد أثر سلبًا على المجتمع.!!
فقد انخفضت لدينا نسب العلماء في الفيزياء والكيمياء والهندسة والطب، بل بلغ الأمر، في بعض الكتابات الدينية، إلى تحريم الانشغال بهذه العلوم..!!!
– وبالتالي، أكد مهاتير على أن حركة المجتمع لابد أن تكون جريئة وقوية، وعلى الجميع أن يُدرك أن فتاوى وآراء بعض النخب الدينية ليست دينًا.
فنحن نُقدس النص القرآني، ولكن من الخطأ تقديس أقوال المفسرين، واعتبارها هي الأخرى دينًا واجب الاتباع..!!!

ونحن اليوم في سوريا المحررة نرفع الصوت بأننا سنعبر للمستقبل، وبمشاركة كل المكونات العرقية والدينية والثقافية.
سننظر إلى المستقبل كشعب موحد يستطيع ان يجمع المتفرق ويعلم الجهول.. ويقرب البعيد.. ويحقق العيش الرغيد لكافة أبنائه… بانسجام رائع مابين الحرية والحاكم والإدارة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار