سفن توليد الطاقة العائمة حلّ إسعافي سريع وموثوق.. خبير يقترح الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال الطاقات المتجددة
الحرية- رفاه نيوف:
يرى الخبير في الطاقات المتجددة المهندس نذير دنورة أن سفن توليد الطاقة الكهربائية العائمة هي إحدى الطرق والحلول الإسعافية السريعة والموثوقة لتوليد الكهرباء عن طريق توربينات ومولدات تعمل بالوقود السائل أو الغاز الطبيعي، وتتراوح استطاعة المحطة في كل سفينة بين 50-500 ميغا واط.
ولفت دنورة في تصريح لـ(الحرية) إلى أن هذا الحل قد يكون أحد الحلول السريعة والموثوقة لتأمين الكهرباء في الدول التي ليس لديها محطات لتوليد الكهرباء. وتركيبها يحتاج فقط إلى حوالي 30 يوم عمل بشكل متواصل لتثبيتها في مكانها للأمان والسلامة وربطها بالشبكة الكهربائية ومد خط الفيول أو الغاز، وبعدها يتم توليد الكهرباء من المحطة.
ونوه دنورة بأنه حسب وضعنا الحالي في سوريا لسنا بحاجة إلى هذه السفن، لأن لدينا مجموعات توليد غازية جاهزة للعمل باستطاعة تقريباً حوالي 2000 ميغا واط وبحاجة إلى الغاز فقط لكي تعمل وتولد الكهرباء.
أو يمكن أن يتم استئجار سفينة واحدة فقط باستطاعة حوالي 200 ميغا واط لفترة زمنية قصيرة وكحالة إسعافية مؤقته لمدة لا تتجاوز السنة مثلاً كحد أقصى وتركيبها في محطة بانياس الحرارية بدلاً من المجموعات 1+2 المتوقفتين بشكل كامل ونهائي عن العمل وريثما يتم تجهيز المجموعات البخارية الثالثة والرابعة بشكل جيد وموثوق.
وأكد أن الأولوية اليوم هي ضرورة تأمين مادة الغاز، وذلك باستعادة حقول الغاز من قسد أو من خلال خط الغاز العربي لتشغيل هذه المجموعات، وذلك بدلاً من استئجار هذه السفن والتي سوف تكلف خزينة الدولة ملايين الدولارات، نحن بأمس الحاجة لها لإقامة مشاريع جديدة بالطاقات المتجددة الشمسية والريحية.
فمثلاً في لبنان، كانت تكلفة استئجار سفينتين لتوليد الكهرباء باستطاعة 270 ميغاواط فقط من عام 2013-2021 ملياراً ومئة وخمسين مليون دولار، كانت كافية لإقامة محطات جديدة بالطاقة الشمسية باستطاعة 2000 ميغاواط تقريباً.
وفي الصين بسبب الحاجة والطلب المتزايد على الكهرباء، قامت خلال فترة زمنية قصيرة بتنويع مصادرها وتوسيع قدرتها بالطاقة المتجددة الشمسية والريحية لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية، وأصبحت خلال أعوام قليلة رقم واحد عالمياً بإنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة النظيفة والمستدامة، وتصنيع أضخم وأكبر التوربينات الريحية في العالم باستطاعات 16 و 18 ميغاواط، وتسعى للوصول إلى إنتاج 1200 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
ويضيف دنورة: من هنا وبسبب أزمة المحروقات المستمرة منذ عدة أعوام ونقص حوامل الطاقة وكميات الكهرباء المولدة في بلادنا، ولتلبية الطلب المحلي على الكهرباء وتوفير الوقود، لا بد من الاستفادة من التجارب الناجحة للدول الأخرى، والتوجه حكومياً بشكل فعلي إلى تنويع مصادر الطاقة وجذب رأس المال الوطني للاستثمار في الطاقات المتجددة الريحية والشمسية لتأمين حاجة سوريا من الكهرباء، ووضع استراتيجية قابلة للتنفيذ سنوياً كما تم ذكره في الأفكار السابقة، ونرى مئات مثل هذه العنفات الريحية مركبة في بلادنا.